تشهد سياحة الكهوف والمغارات إقبالا ملموسا من بعض المصطافين خاصة شريحة الشباب ومن المتوقع أن يكون الإقبال كبيراً حال انطلاق الرحلات المرخصة، كون السياحة الجيولوجية بشكل عام، وسياحة الكهوف من الأنماط السياحية ذات الإقبال العالي، من قبل الباحثين عن المغامرة والمتعة أو من الباحثين العلميين على حد سواء، فهناك أكثر من 5000 كهف مجهز للسياح ويقصدها حوالي 250 مليون سائح سنوياً حول العالم. وبادرت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة بالإدارة العامة لتطوير المواقع السياحية بإطلاق «برنامج السياحة الجيولوجية» بالتعاون مع عدد من الشركاء ومن أهمهم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، ويركز البرنامج على عدد من المحاور منها تطوير سياحة الكهوف بالمملكة، استناداً إلى الأهداف الإستراتيجية لتنويع المنتج السياحي الوطني، وتنمية نمط سياحي جديد يراعي الاستفادة من المعالم الجيولوجية الطبيعية مع الحفاظ عليها، إضافة إلى فتح مجالات لفرص العمل والتنمية الاقتصادية الاجتماعية للمجتمعات المحلية. وكان أحد أهم مخرجات البرامج السياحية العمل على تفعيل سياحة الكهوف في المملكة، وإعداد برنامج لزيارتها ميدانياً للوقوف على جاهزيتها لاستقبال السياح، لتكون الخطة الأساسية مبنية على أسس واقعية، حيث أبرمت الهيئتان اتفاقية عمل برامج تدريبية للمرشدين السياحيين من خلال المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية وعملت هيئة المساحة الجيولوجية ممثلة بقسم دراسات الكهوف على تدريب دفعتين من المرشدين على سياحة الكهوف استفاد منها 30 مرشداً ومرشدة، إذ تضمنت تلك البرامج التدريبية التخصصية كيفية استغلال الكهوف والمغارات كثروات وطنية يمكن الاستفادة منها كأحد الموارد السياحية الثمينة. ويجري التعاون بين الهيئتين على تطوير مواقع الكهوف ودراسة إمكانية عمل الاستدامة لهذه المواقع، بالإضافة إلى القيام برحلات ميدانية لوضع مقترحات مشتركة حيث يتضح الإقبال وزيادة الطلب على زيارة الكهوف أو « الدحول « في المملكة، التي تمتاز بطابعها الصحراوي وقربها من الآثار والبيئات الجميلة. وعملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، من خلال فرعها بمنطقة المدينةالمنورة مع بلدية محافظة خيبر على إعداد مخطط تطويري لتطوير غار أم جرسان الواقع في حرة خيبر على بعد 200 كيلو متر شمال المدينةالمنورة طريق (المدينة – خيبر)، ويعد الغار أحد أهم عناصر الجذب السياحي في حرة خيبر، ومن أكبر الكهوف الموجودة في الجزيرة العربية، حيث يبلغ طوله حوالي 1496 متراً. كما عملت الهيئة على تحديد الاحتياجات العاجلة للكهوف المستهدفة في المرحلة الأولى ومنها عمل تصميم خاص للوحات التعريفية والإرشادية. وتتاح زيارة هذه الكهوف للسياح من داخل وخارج المملكة بشرط أن تكون من خلال منظم رحلات معتمد وبرفقة مرشد سياحي مؤهل.