بروح المسؤولية وبحجم المهمة والمكانة العالمية للمملكة خاطب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، القمة الرابعة عشرة لمجموعة العشرين التي استضافتها مدينة «أوساكا» في اليابان، مشيدًا ببرنامج عمل المجموعة خلال الرئاسة اليابانية لها هذا العام، وتركيزها على بناء مستقبل اقتصادي يتمحور حول الإنسان، ومواجهة التحديات الديموغرافية والتقنية، ومؤكدًا أن المملكة ستواصل دعمها للرئاسة اليابانية لتنفيذ برنامج العمل خلال بقية العام.. وطرح سمو ولي العهد 6 قضايا أساسية، يمكن اعتبارها ركائز مهمة لبرنامج عمل الدورة الخامسة عشرة التي ستعقد في الرياض 2020. تحديات عالمية متداخلة تتطلب التوافق الدولي شدد سمو ولي العهد على أن الحاجة أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين في ضوء ما يواجه العالم اليوم من تحدياتٍ متداخلةٍ ومعقدة. وقال سموه «إن الفاعِلية في تحقيق ذلك تعتمد على القدرة لتعزيز التوافق الدولي من خلال ترسيخِ مبدأ الحوار الموسع، والاستناد إلى النظام الدولي القائم على المبادئ والمصالح المشتركة. إصلاح منظمة التجارة العالمية قال سموه إن تعزيز الثقة في النظام التجاري المتعدد الأطراف يعتمد جوهريًا على إصلاح منظمة التجارة العالمية والعمل تحت مظلتها. حلول توافقية لتفادي التدابير الحمائية شدد سموه على أنه من الضروري معالجة القضايا الضريبية للاقتصاد الرقمي، مؤكدًا على أهمية السعي والعمل معًا للوصول إلى حلول توافقية بشأنها عام 2020م لتفادي التدابير الحمائيّة. تعزيز الابتكار والحفاظ على رفاه الإنسان أكد سموه على العمل مع الدول الأعضاء كافة، وبخاصة أعضاء الترويكا دولتي اليابان وإيطاليا، لمناقشة القضايا الملحة في القرن الواحد والعشرين، ولتعزيز الابتكار والحفاظ على الأرض ورفاه الإنسان. شمولية وعدالة لتحقيق الرخاء لفت سمو ولي العهد بالتقدم الذي تحقق في السنوات الماضية على الصعيد الاقتصادي، موضحًا ضرورة السعي الجاد للوصول إلى الشمولية والعدالة، وتحقيق أكبر قدر من الرخاء. تمكين المرأة والشباب أكد سموه أن تمكين المرأة والشباب يظلان محورين أساسيين لتحقيق النمو المستدام، وكذلك تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. حلول عملية ومجدية لخفض الانبعاثات رأي سموه أنه لضمان الاستدامة، فسيكون موضوعُ التغيّرِ المناخي، والسعي لإيجاد حلولٍ عملية ومجدية لخفض الانبعاثات من جميع مصادرها والتكيف مع آثارها، وضمانُ التوازن البيئي في العالم على أجندتنا تحت رئاسةِ المملكةِ للمجموعة. الأمن الغذائي والبنية الأساسية والطاقة نوه سمو ولي العهد إلى أن توفير التمويل الكافي لتنفيذِ أهدافِ التنمية المستدامة يعد أحد أهم التحديات التي تواجه العالم، موضحًا الحاجة الملحة للتعاون مع البلدان منخفضة الدخل في مجالاتٍ عديدة مثل الأمن الغذائي، والبنية التحتية، والوصول إلى مصادر الطاقة والمياه، والاستثمار في رأس المال البشري. وشدد على أن تلك القضايا ستحظى بالاهتمام خلال رئاسة المملكة للمجموعة العام المقبل. أمن واستدامة المياه في الشرق الأوسط أكد سمو ولي العهد أن أمنَ واستدامة المياه وما يترتبُ عليها من تحدياتٍ بيئيةٍ وسياسية، هو أحدُ أهم الموضوعات التي تواجه العالمَ بشكلٍ عام ومنطقة الشرقِ الأوسطِ بشكلٍ خاص، موضحًا أنه سيتم العمل مع الدول الأعضاء لإيجاد سياسات توافقية ومجدية لهذه التحديات. الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وقال سمو ولي العهد: إن العالم يعيش في زمن الابتكارات العلميةِ والتقنيةِ غير المسبوقة، وآفاقِ النمو غير المحدودة، مشيرًا إلى أنه يمكنُ لهذه التقنياتِ الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، أن تجلبَ للعالم فوائد ضخمة، في حال تم استخدامُها على النحو الأمثل. مواجهة تحديات الأمن السيبراني لفت سموه إلى أنه في الوقت ذاته قد ينتج عن تلك الابتكارات تحديات جديدة مثل تغير أنماط العمل والمهارات اللازمة للتأقلم مع مستقبل العمل، وكذلك زيادة مخاطر الأمن السيبراني وتدفق المعلومات، مما يستوجب علينا معالجة هذه التحديات في أقرب وقت لتفادي تحولها إلى أزمات اقتصادية واجتماعية. بيئة مناسبة لازدهار العلم وتفعيل الاستثمار أشار سمو ولي العهد الي أن على الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مسؤولية العمل معًا، والتعاون مع جميع الشركاء في العالم لخلق بيئةٍ يزدهرُ فيها العلمُ، وبما يعزز زيادة حجم وفاعلية الاستثمار في مهارات ووظائف المستقبل، معربًا عن تفاؤله أكثر من أي وقت مضى؛ بعزيمة مجموعة العشرين وبقدرة أعضائها المشتركة على تحقيق ذلك.