* ينصاعُ عقلُ الإنسان في الأغلب لتوجّه العقل الجمعي، فهو يتأثّر بالإيحاءات الاجتماعية والعدوى الثقافية التي يتربّى عليها، وحُرّيته المزعومة مُقيّدة بمجتمعه وظروفه التربوية، إذ هو مسجونٌ في أُطُر محدودة، لا يتحرّر منها إلا نادراً، وتحرّره مشروط بالمعاناة والألم. * العقلُ الجمعي يؤثّر بشكل كبيرٍ في تفكير الفرد المُنخرطِ في الجماعة، ويقودُه لما يُسمّي «ثقافة القطيع» والاقتناع بصحة آرائها واتباع توجّهاتها وسلوكياتها، بل واستهجان ما عداها، بصورة تختلف عن تفكيره المُستقلّ وقناعاته المُنفردة. * العواطف تقهرُ العقل، واللا وعي يغلبُ الوعي، فكلّ ما نقرأه ونسمعه ونشاهده يؤثّر عادةً في العقل الباطن (اللا وعي) ويختبئُ فيه إلى حين ظهوره على هيئة انفعالاتٍ وردود أفعال واضطراباتٍ نفسية وزلّات لسانٍ وأحلامِ منام، كما أن الوهم -وهو اختراع بشري بامتياز- يهزم الحقيقة، فالعقل لا يُمكنه تحمّل الحقيقة المُجرّدة من الأساطير، وأقتبسُ هنا قولاً للمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون: «في كفاحها الأبدي ضدّ العقل، لم تنهزم العاطفة أبدا». * العقل البشري ليس مُحايداً، ولا ينشدُ الحقّ والحقيقة بالضرورة، بل يميلُ بطبيعته إلى تصديق ما يشتهي ويرغب، والاقتناع بما تقتضيه مصلحته ويفيده في منازعته ضدّ الآخرين، واستخدام الإنسان له ينحصرُ –غالبًا- في صراع البقاء. يقول الدكتور علي الوردي أستاذ علم الاجتماع: «إنّ العقل البشري قادرٌ على أن يختلقَ الحجج التي يتذرّع بها الإنسان، لتبرير أيّ عملٍ يقوم به مهما كان سيئاً». * إثارة المشاعر والعواطف الجياشة وبخاصّة الدينية منها، وسيلةٌ رائجةٌ وفعّالة للتأثير على الناس، لكن تأثيرها بشكلٍ عام سطحي ومؤقّت، بعكس إثارةِ العقل والإدراك والتفكير المنهجي المنطقي، فهي وسيلةٌ أصعب بكثير، لكن تأثيرها أقوى وأدوم. يقول الرّوائي الروسي دوستويفسكي: «إن المزاج كثيراً ما ينتصرُ ويتمرّد على قرارات العقل». * تحتاج أفكارُ العقل أجيالاً مُتعاقبة كي تتغيّر وتتطوّر في المُجتمعات الحضارية، ولا بدّ من تغيّر الظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والتربوية التي تحكُمها، وهذا يستدعي وقتاً طويلاً لإحداث التغيير المطلوب في إعدادات العقل الفردي والجمعي. * يقول الكاتب الأمريكي ستيفن كينج: «أعتقد أننا جميعاً نُعاني من الجنون نوعاً ما.. كُلُّ ما في الأمر أن أولئك الذين يعيشون حياتهم خارج المصحّات العقلية، استطاعوا أن يُخفوا جنونهم بشكلٍ أفضل»!.