قدمت قرية «عويرة» إحدى قرى محافظة المندق بمنطقة الباحة نموذجًا إيجابيًا تجاوز كل العوائق والصعوبات، يعالج معضلة الزواج التي تهم العديد من الشباب والفتيات، بعد أن أصبح مكلفًا في العديد من مناطق المملكة وأصبح يثقل كاهل الشباب وأولياء أمورهم بالديون والقروض، نتيجة التكاليف المرتفعة المرتبطة به. «عويرة» أطلقت مشروع الزواج الجماعي منذ 10سنوات، وحقق نجاحًا منقطع النظير، وعلى مدار هذه الفترة الزمنية تطورت الفكرة، وزاد الإقبال، وسط ارتياح من الجميع، وفر الزواج الجماعي للعرسان وأقاربهم وأهالي القرية ما يقدر بملايين الريالات من التكاليف طيلة تلك السنوات، كما زاد من إقبال الشباب على الزواج، وساهم في الحد من العنوسة. «المدينة» التقت العديد من أهالي القرية للحديث حول هذا المشروع الناجح من خلال الأعداد الكبيرة التي تشارك فيه من العرسان.. وفي البداية يقول عبدالعزيز بن أحمد البهجة رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بدوس والمشرف العام على الزواج الجماعي العاشر: سخر الله لنا في هذه القرية هذا المشروع المبارك الذي أعان الشباب على الزواج وخفف عليهم من الأعباء المالية وأراح المجتمع من كثرة السفر من مدينة لأخرى وكذلك خفف عليهم كثيرًا من الجهد المالي والبدني واليوم نستعد لإتمام المشروع العاشر والذي أطلقنا عليه مشروع العقد الأول والذي يحتضن 24 عريسًا وعروسًا يوم الجمعة1440/10/11ه، وتم تزويج 374 عريسًا وعروسًا حتى هذا الزواج وتم توفير قرابة 53 مليون ريال خلال العشر سنوات الماضية وهذه الإحصائية وفق دراسة قام بها مجموعة من المختصين في هذا الجانب. وقد أشاد بهذا الزواج العديد من محافظي المندق الذين شرفوا حفلنا وكذلك أئمة الحرمين مما كان له الدافع في استمرار وتوهج هذا العمل.. ونسأل الله أن يتمم لنا هذه الفرحة الكبرى وأن يديم علينا الأفراح. 474 عريساً وعروساً أما صالح بن محمد البهجة مؤسس مشروع الزواج الجماعي بقرية عويرة فقال: نسعد ونحن نشاهد اكتمال عقدًا من الزمن على مشروع الزواج الجماعي، وهو مشروع شهد له القاصي والداني، وهو باكورة عمل لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية، وأضاف: إن مشروع الزواج الجماعي بقرية عويرة والقرى المجاورة له والذي احتضن 374 عريسًا وعروسًا في عشرة أعوام متتابعة، ووفر قرابة 53 مليون ريال على العرسان والعرائس والأهالي على حد سواء، حسب الدراسات المعدة من اللجنة، لهو حقيق بالعناية والاهتمام. حلم أصبح واقعًا وقال العميد الطيار متقاعد عبدالله بن مرضي الزهراني أحد الأعيان: نجاح هذا المشروع كان أمنية فأصبح واقعًا، وإذا كان لي من كلمة هنا فهي دعوتي لجميع أبناء قريتي بأن يحافظوا على استمرار هذا المشروع الخيري الذي نفع الجميع ووفر عليهم الجهد والمال والوقت. فواز بن مسفر الطبجي معرف قرية عويره قال: نحتفل بمشروع الزواج الجماعي العاشر الذي تنظمه لجنة التنمية الاجتماعية بدوس وبدعم كريمة من محافظ المندق محمد بن معيض الفايز. وفكرة الزواج الجماعي رائعة وجميلة من حيث تخفيف الأعباء المالية على المتزوجين وتساهم في إقبال الشباب على الزواج والحد من العنوسة لدى النساء. وعدم الإسراف والتبذير في الولائم بالإضافة الى راحة الأهالي من عناء الحضور في كل زواج. ونشكر القائمين على هذا المشروع. التكاتف والترابط كما قال يحيى بن سعيد سالم الزهراني رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بدوس والمشرف العام على الزواج الجماعي سابقًا: الزواج الجماعي بقرية عويرة مشروع التكاتف والتعاضد والمجتمع المترابط، وساهم في تخفيض التكاليف وحفظ الأوقات وقضى على العنوسة وساهم في الحشمة وإعفاف الأنفس. هذا ونفذ أهالي القرية دراسة ميدانية عن التكاليف التي تم اختصارها من خلال الزواج الجماعي، حيث أشارت الدراسة إلى أن ما تم توفيره خلال 10سنوات يقارب 53 مليون ريال سواء للأهالي أو العرسان، حيث استخدمت المقارنة مع الزواجات الفردية. كيف وفر الزواج الجماعي 53 مليونا؟ • الاكتفاء بقصر فرح للرجال وآخر للنساء في كل زواج جماعي • الحد من تكاليف العشاء في الزواج. • اكتفاء النساء بلبس واحد في الزواج الجماعي بدلاً من شراء لبس لكل زواج فردي • منع الرفد الذي وفر مبالغ ضخمة للأهالي • الزواج الفردي يكلف أكثر من 120الف ريال.. والجماعي يخفض التكلفة 50% • 374 عريساً وعروساً شاركوا في المشروع • 64 عريساً وعروساً في أكبر حفل زواج جماعي بالقرية • الحد من إشغال الناس عن أعمالهم ومصالحهم لحضور زيجات كثيرة • الحد من التكاليف اللوجستية في قصور الأفراح وهي تستهلك مبالغ كبيرة