منذ زمن طويل وأعمال الخير محصورة في أذهان البعض من خلال مشروعات محددة تركزت في خدمة مجالات معينة مثل بناء المساجد وكفالة الأيتام وحفر الآبار وغيرها من المشاريع الخيرية المفيدة والتي كان الناس في حاجة ماسة لها، ولكن اليوم ومع تكرار بعض تلك المشاريع وزيادة بعضها عن الحاجة أصبح الناس يفكرون في المشاركة في برامج وأعمال خيرية جديدة لا تتوافق فقط مع احتياجات الناس الطارئة بل وتساهم فعلاً في إنقاذهم من كربتهم وتفريج همومهم ومساعدتهم في الحصول على حياة كريمة لهم ولأبنائهم. خدمة (فُرِجت) هي خدمة أطلقتها وزارة الداخلية ووزارة العدل تتيح من خلالها سداد ديون الأفراد (مواطنين، ومقيمين) الموقوفين في القضايا المالية وبموثوقية وخصوصية عالية وتعجل السداد عنهم، وهي موجودة اليوم على منصة (أبشر) تحت بند خدماتي ضمن خدمات المديرية العامة للسجون بحيث يستطيع المتبرع أن يختار المنطقة ومعايير البحث وفق الفئة التي يرغب مساعدتها وإتمام سداد المبلغ المطلوب أو جزء منه عبر خدمة سداد البنكية مع حفظ فاتورة السداد لمن يرغب في مساعدته من المديونين وفور اكتمال وصول المبلغ الإجمالي إلى الجهة المعنية سيتم الإفراج عن المديون. هذه الخدمة الحديثة والتي تعتبر قفزة نوعية في مجال الأعمال الخيرية ستوفر لفاعلي الخير وسيلة إلكترونية مباشرة يمكنهم من خلالها الإطلاع على قضايا السجناء المعسرين وتسديد مديونياتهم ليخرجوا من السجن فور سدادها وقد لقيت تلك الخدمة إقبالاً من بعض أفراد المجتمع إذ أفادت المديرية العامة للسجون مؤخراً بأنه تم الإفراج عن 467 موقوفًا في قضايا مالية حتى الآن منذ بداية إطلاق تلك الخدمة في تاريخ 24 رمضان وبلغ سداد المديونيات أكثر من 30 مليون ريال. فكرة جميلة ورائعة في عمل الخير تشكر عليها وزارة الداخلية ووزارة العدل ونموذج راقٍ في تكاتف وتعاضد المجتمع بل وفي تأكيد مفهوم جودة الحياة والذي جاء ضمن رؤية المملكة 2030، ومن الممكن تطوير هذا المفهوم أيضًا ليشمل خدمات اجتماعية أخرى فهناك من لم يتمكن من تملك منزل له ولأفراد أسرته ومنهم من يحتاج إلى مساعدة في علاج وقد يكون في وضع صحي حرج ومنهم من لا يستطيع إدخال أبنائه للمدارس ليتعلموا وغيرها من الظروف الاجتماعية والتي يمكن أن تساهم (فرجت) في إيجاد الحلول لها، فمجتمعنا مجتمع خير وبركة وشعبنا شعب عظيم والتفاعل الذي يحدث اليوم مع خدمة (فُرٍجت) أكد بأننا جميعًا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.