روت السيدة أسماء أريان، زوجة الشيخ طلال آل ثاني حفيد مؤسس قطر، تفاصيل معاناة زوجها والعائلة من جراء سياسات النظام القطري، الذي قالت إنه يدعي زورا احترامه لحقوق الإنسان. وفي مؤتمر صحفي في مدينة جنيف السويسرية، الأربعاء، وجهت أريان رسالة إلى زوجها السجين في قطر، مطالبة إياه بالاستمرار في مواجهة الظلم الواقع عليها من جانب النظام في الدوحة. وتابعت :"أطفاله وأنا ندعمه وهو في هذه الحالة الصعبة التي يواجهها"، مشيرة إلى زوجها المعتقل منذ عام 2013. وأكدت أريان أن انتهاكات عدة طالت زوجها وعائلتهما من جانب النظام، الذي أكدت أريان أنه "يدعي زورا أنه يحترم حقوق الإنسان"، خاصة أنه اعتقل الشيخ طلال آل ثاني تعسفيا. وشددت على أن زوجها تعرض للتعذيب في السجون القطرية، فضلان عن حرمانه من تلقي العناية الطبية اللازمة. وقالت: "زوجي عانى على يد نظام الدوحة، إذ حكم عليه بالسجن لمدة 25 عاما لأنه فقط طالب بحقوقه". وأعربت عن قلقها بسبب سياسة نظام الدوحة إزاء عائلتها، وقالت:" بدأت أخاف على حياة زوجي وحياتي وحياة عائلته"، ولفتت إلى أن النظام هناك أجبرها وعائلتها على مغادرة الدوحة بعدما ضيّق عليهم كثيرا. وقبل مغادرة الدوحة، حرم النظام القطري أطفال الشيخ طلال من دخول المدرسة، وفق ما تقول زوجته. وطالبت أسماء أريان بمحاكمة عادلة لدحض الاتهامات التي وجهها النظام القطري إلى زوجها. وتوكد العائلة إن النظام القطري دبر مؤامرة عام 2013، من أجل زجه في السجن، بعد تلفيق تهم مالية له، وأن أسباب سياسية تقف خلف ذلك. وقالت أريان، إنه بعد وفاة والد الشيخ طلال آل ثاني لم تعد تتمتع عائلتها الصغيرة بأي حصانة، مضيفة: "تم منع زوجي من أخذ حصته في الإرث وجمدت أمواله وممتلكاته. الأمر الذي أدى بنا إلى أزمة كبيرة". وتابعت: "كنا مضطرين للعيش دون أي شيء، وسط منزل مليء بالحشرات معد لعمال اتحاد الكرة. بدأ أولادي في المعاناة خلال هذه الفترة، حيث واجهوا أمراضا كثيرة وتم منعهم من الحصول على المساعدات الطبية"، مشيرة إلى أن المنزل لم يكن يحتوي على مكيف هواء رغم أن درجة الحرارة كانت تناهز 50 درجة. وذكرت أريان أنها وأولادها عوملوا من طرف النظام ب"كل كره ودون عناية فقط لأنهم أبناء الشيخ طلال"، مضيفة: "حاولوا أن يجبروا زوجي على توقيع ورقة تثبت معاناته من مشاكل عقلية، لكنني منعته من ذلك". وكشفت أن حفيد مؤسس الدولة القطرية تعرض للسجن "لأنه طالب بحقوقه"، مضيفة: "التعبير عن الحقوق في قطر يعتبر جريمة. والدعاية القطرية عن الاعتناء بالشباب والتسهيلات المقدمة لهم كاذبة". وخلال حديثها عن ظروف ومعاناة أبنائها، الذين كانوا حاضرين إلى جانبها في الندوة، لم تتمالك أسماء أريان دموعها مع تذكرها "الأيام المؤلمة" التي مرت بها مع عائلتها. وأوضحت أسماء أريان: "ابني عمره 6 سنوات ولا يعرف والده، هذا صعب علي أنا كوالدة، أنا أربي أطفالا يتامى الأب غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم". وأضافت: "كنت دائما أتساءل لماذا الشيخ طلال فقط؟ الجواب الوحيد الذي أحصل عليه هو أن الأمر جاء من السلطات العليا في الدولة". وأردفت قائلة: "إذا أمضى زوجي محكوميته في السجن سيخرج وهو بعمر 94 عاما. لن يتمكن أطفالي من رؤية أبيهم إلا حين يصبحوا في الثلاثينات من أعمارهم". وختمت بالقول: "لن يتمكن أحد من تعويض أبنائي مما ضاع منهم خلال كل هذه السنوات. سيتذكرون ذلك دائما".