رغم الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمواجهة الأزمة الاجتماعية في فرنسا، نزل الآلاف من "السترات الصفراء" اليوم السبت الى الشارع في العديد من المدن الفرنسية. وقالت وزارة الداخلية: إن عدد المشاركين في التظاهرات في كافة أنحاء فرنسا بلغ 5500 بينهم 2600 في باريس عند الساعة 12:00 ت غ. وفي الساعة نفسها من السبت الماضي كان عدد المشاركين بلغ 9600 بينهم 6700 في باريس. ومنذ أكثر من 5 أشهر، ينزل هؤلاء المحتجون كل سبت إلى الشارع للمطالبة بعدالة اجتماعية وضريبية أكبر، في تجمعات تشهد أحيانا أعمال عنف. وكان الرئيس الفرنسي قدم في مؤتمر صحافي مساء الخميس عرضا مفصلا لسلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى زيادة القدرة الشرائية للأكثر فقرا والطبقات المتوسطة. وتضمنت هذه الاجراءات تعديل الرواتب الدنيا للمتقاعدين حسب نسبة التضخم، وخفض الضرائب على دخل نحو 15 مليون عائلة اعتبارا من العام 2020. وقبل شهر من الانتخابات الأوروبية، شارك نحو 2000 شخص من السترات الصفراء في تظاهرة في شوارع ستراسبورغ التي تستقبل مقر البرلمان الاوروبي. وسارت التظاهرة بهدوء قبل أن تشهد بعض التوتر مع قوات الأمن نحو الساعة 13:00 ت غ، حسب ما نقل مراسلو فرانس برس في المكان. وقامت قوات الأمن بإقفال كل الطرق التي تؤدي الى مقرات المؤسسات الأوروبية واستخدمت القنابل المسيلة للدموع لمنع المتظاهرين من الاقتراب منها، بينما قام هؤلاء برشق عناصر الأمن بالحجارة. وبعد ساعة وصل عدد من المتظاهرين الملثمين الى مقربة من مقر مجلس أوروبا الذي يضم 47 بلدا أوروبيا، فاستخدمت الشرطة أيضا القنابل المسيلة للدموع لردهم. وكانت شرطة المدينة حظرت التظاهر في الاحياء التي تقع فيها مقرات المؤسسات الأوروبية. وقال المتظاهر باسكال هارتر (58) عامًا في ستراسبورغ، إنه لم يجد "شيئا عمليا" في ما أعلنه ماكرون. وأكد هذا المتظاهر لوكالة فرانس أن تصريحات ماكرون "حفزتني مجددا" على مواصلة التحرك، معتبرًا أنها لم تكن أكثر من "كلام فارغ". ويسعى الداعون الى التظاهر في ستراسبورغ إلى اعطاء طابع "دولي" للتحرك في هذه المدينة. وقد رفعت بالفعل بعض الأعلام الألمانية الى جانب الأعلام الفرنسية. وقال الالماني المتقاعد اروين بيرفالد (67) عامًا الذي قدم من فريبورغ بريسغاو في جنوب غرب المانيا "أنا هنا لأن الفرنسيين والألمان يتقاسمون المشكلات نفسها وأدعم الفرنسيين". في باريس سارت تظاهرتان نحو الساعة 11:00 ت غ. الأولى شارك فيها بضعة آلاف شخص تلبية لدعوة من نقابة "سي جي تي" (الكونفدرالية العامة للعمل) ومن السترات الصفراء. أما الثانية التي جرت بدعوة من السترات الصفراء وحدهم، فسارت امام مقر العديد من وسائل الاعلام في العاصمة الفرنسية تعبيرا عن الاحتجاج على طريقة تغطية تحرك السترات الصفراء.