أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم أن من أخطر ضروب الغلو والتنطع هو الغلو المفضي بصاحبه إلى سلوك مسالك التكفير واستحلال أمن الناس ودمائهم لهتكه إحدى الضرورات الخمس التي أجمعت عليها الملل قاطبة وهي ضرورة حفظ الدماء؛ لأن المغالين المتنطعين يقودهم غلوهم إلى التكفير جزافًا فيستحلون بسببه دماء المعصومين، فيرهبون ويهلكون ويفسدون والله لا يحب الفساد، مؤكدا أن هؤلاء وأمثالهم أول واقع فيما يحفرونه من حفر،لا يخرج منهم فئة إلا محقها الله، يمقتهم الصغير والكبير والأعمى والبصير، فقد نقضوا بعد غزل وقطعوا بعد فتل، فنعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى ومن الحور بعد الكور, مستشهداً بقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يحقر أحدكم عمله مع عملهم، يقتلون أهل الإسلام، فإذا خرجوا فاقتلوهم؛ فطوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه، كلما طلع منهم قرن قطعه الله، كلما طلع منهم قرن قطعه الله، كلما طلع منهم قرن قطعه الله (فردد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة أو أكثر وأنا أسمع) ".رواه الإمام أحمد. وحذر خلال خطبة الجمعة اليوم من هتك شرع الله وأمن المجتمع ولحمة الأمة، لقول الله جل وعلا (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا) وأوضح أن التكلف ما كان في شيء إلا شانه، ولا نزع من شيء إلا زانه. .. الحذيفى: استهداف مقار رجال الأمن إفساد في الأرض شدد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي على أن الحادث الأليم الذي استهدف مقر بعض رجال الأمن يوم الأحد الماضي حادث أثيم وإفساد في الأرض وإجرام عظيم وخروج على جماعة المسلمين وإمامهم وإقدام على قتل نفوس محرمة معصومة واعتداء على أمن البلاد واستقرارها ونشر للرعب والإرهاب, وقال: لقد كنا نأمل أن يعتبر هؤلاء الذين زين لهم الشيطان أعمالهم بالأحداث التي خلت فيرجعوا إلى الصواب ويكفوا عن الإرهاب ولكن بان منهم الإصرار ومن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض بالفساد فلن يضر إلا نفسه. وأوضح في خطبة الجمعة اليوم أن الحدود والعقوبات التي تقع على الجاني فيها خيرفهي تطهره وتكفه عن ارتكاب مثلها وهي زاجرة لغيره عن اقتراف الجنايات والحدود وهي تكفير للذنب مشيراً إلى أن الذنوب التي فيها محاربة لله ولرسوله والإفساد في الأرض لا يطهر الحد صاحبها قال تعالى ((إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )). وبين فضيلته أن إقامة الحدود فيها إحسانٌ إلى المجتمع بكف الظلم والعدوان والشر عن المجتمع وحفظٌ لأمنه واستقراره وحرماته عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحًا)، ولفت إلى أن أفضل الإحسان إلى الخلق دفع العقوبات القدرية بالعمل على تطبيق الأحكام الشرعية