شهدت الزيارة الكريمة والتي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس الجانب السعودي في اللجنة السعودية الصينية رفيعة المستوى في العاصمة الصينيةبكين الاتفاق على البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات السعودية، ويأتي ذلك سعيًا لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية وتعميق الشراكة الإستراتيجية على كل المستويات والأصعدة، كما تنبع هذه الخطوة من الإيمان بأهمية تعزيز أواصر التعاون والتواصل في كل المجالات وتمكيناً لتحقيق شراكة إستراتيجية شاملة ترتقي لتحقيق تطلعات القيادتين السعودية والصينية واقتناص الفرص الواعدة بين الشعوب، كما يعزز هذا الإجراء التنوع الثقافي للطلاب في المملكة ويعد جسراً يسهم في زيادة الروابط التجارية والثقافية. معالي وزير التعليم أكد بدوره بأن اختيار اللغة الصينية لتكون ضمن المناهج الدراسية يأتي من منطلق قوة الصين الاقتصادية وشراكاتها الإستراتيجية للمملكة، كما أضاف بأن الدول المتقدمة تعتمد في تعليمها على لغتين أو أكثر بالإضافة إلى لغتها الأم مؤكداً أنه حان الوقت من أجل إدراج اللغة الصينية في المناهج ليكون تعليمنا مواكبًا لتلك التوجهات، مما سيساهم في تعزيز أواصر التعاون والتواصل في كل المجالات وتحقيق شراكة إستراتيجية شاملة بين السعودية والصين وأيضًا لاقتناص الفرص الواعدة بين الشعبين وتعزيز التنوع الثقافي. مثل هذا القرار قد يكون مفاجئاً وغريباً بالنسبة للبعض وقد يفيد آخرون بأن علينا أن نعزز تعليم اللغة العربية أولاً كلغة أم والتي لا يزال أبناؤنا يعانون من إجادتها سواء في القراءة أو الكتابة فضلاً عن إجادتهم للغة الإنجليزية أو الصينية مستقبلاً غير أن هذا التوجه لا يتعارض مع تعزيز مكانة اللغة العربية كلغة أم واللغة الإنجليزية وتعلم لغات أخرى كالصينية مما يؤكد دلالة رؤية المملكة الاستشرافية لمستقبل القوى العظمى في العالم ويتطلب تأهيل وإعداد كوادر وطنية تتعامل مع الصين باعتبارها القوة القادمة والتي ستقود العالم وهذا يستدعي أهمية وجود جيل يجيد تلك اللغة ويتواصل مع تلك الحضارة العالمية وينتهز الفرص التي ستطرح ويعود نفعها على الوطن والمواطن. تدريس اللغة الصينية مطروح اليوم كمبادرة مع لغات حية أخرى في بعض جامعات المملكة كمادة اختيارية، واللغة الصينية تمثل حضارة إنسانية ثرية كما تمثل دولة سياسية واقتصادية عظمى وهي أحد أهم مصادر التكنولوجيا في العالم ومنافس قوي لبقية دول العالم في مجال التصنيع وغزو الفضاء والتطور التقني، والانفتاح على مثل هذه القوى مطلب هام ويتطلب إجادة لغتهم وتوسيع دائرة التنوع الثقافي وربط الأجيال حضاريًا وثقافيًا بمثل تلك الدول العظمى.