ودع حشد من المشيعين في جواتيمالا طفلة عمرها سبع سنوات توفيت أثناء احتجازها بالولاياتالمتحدة هذا الشهر ووري جثمانها الثرى في جنازة أقيمت أمس الثلاثاء ولم تتمكن الأم من حضورها. وأسجى الأصدقاء والأقارب جثمان الطفلة جاكلين كال في قبر بقرية جبلية فقيرة في جواتيمالا على بعد حوالي 2000 ميل من المستشفى الذي توفيت فيه في الباسو بولاية تكساس الأمريكية في الثامن من ديسمبر بعدما أصيبت بارتفاع شديد في درجة الحرارة. وتبادل الأقارب والجيران حمل النعش الأبيض سائرين في طريق طيني يؤدي إلى جبانة صغيرة لا تظهر فيها إلا سبع مقابر فقط. وتحت وهج الشمس، اجتمع في المقبرة حوالي 150 شخصاً، لكن الأمر كان بالغ الصعوبة على الأم والجد حسبما قال عم الطفلة خوسيه مانويل كال (33 عاماً). وما زال والد جاكلين في الولاياتالمتحدة حيث سلم هو والابنة الراحلة نفسيهما لضباط حماية الحدود الأميركيين في السادس من ديسمبر على أمل التمكن من البقاء وبدء حياة جديدة. وبعد أن شعرت جاكلين بالمرض توفيت نتيجة أزمة قلبية وتضخم في المخ وفشل في الكبد حسبما قال مسؤولون أميركيون. وأثارت وفاتها تساؤلات حول معاملة المهاجرين وانتقادات من المعترضين على سياسات الهجرة الصارمة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب. وتحقق السلطات لمعرفة ملابسات الوفاة. وتوفي أمس الثلاثاء طفل ثان من جواتيمالا عمره ثماني سنوات بعد أن احتجزه ضباط الحدود الأميركيون. ودعا خبير بحقوق الإنسان في الأممالمتحدة السلطات الأميركية يوم الإثنين للكف عن احتجاز أطفال. كانت جاكلين ووالدها ضمن آلاف المهاجرين الذين تركوا ديارهم في أميركا الوسطى واتجهوا للولايات المتحدة في الشهور الأخيرة في محاولة للفرار من الفقر أو العنف.