تدفق آلاف الفنزويليين على باحة الأكاديمية العسكرية في كراكاس امس، للمشاركة في جنازة الرئيس الراحل هوغو تشافيز، الذي «رُفع» الى مرتبة «زعيم تاريخي»، بعد قرار تحنيط جثمانه أسوة بقادة الثورات التاريخية في القرن العشرين، أمثال لينين وماو تسي تونغ وهو شي منه. وتقدم المشيعين حوالى 30 من رؤساء الدول، بينهم أبرز مناهضي «الإمبريالية الأميركية»، مثل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والكوبي راوول كاسترو والنيكاراغوي دانيال أورتيغا والبيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو. وارتدى أنصار تشافيز القمصان الحمر، التي ترمز إلى ما بات يُعرف ب «الثورة التشافيزية»، التي شكلت بالنسبة اليهم امتداداً لحرب تحرير قادها سيمون بوليفار ضد الاستعمار الإسباني في القرن التاسع عشر. وتمكن حوالى مليوني شخص من إلقاء نظرة الوداع على جثمان تشافيز، الذي سجّي في الأكاديمية العسكرية في كراكاس منذ إعلان وفاته الثلثاء، وحيث سيبقى 7 أيام قبل نقله إلى ثكنة لا مونتي، التي ستحوَّل إلى متحف للثورة، ليُوْدَع قبراً زجاجياً فيها. وأعلنت الخارجية الأميركية أن القائم بالأعمال الأميركي في كراكاس وسياسيين ديموقراطيين أميركيين سيمثِّلون الولاياتالمتحدة في مأتم تشافيز. وبرحيل زعيم اليسار في أميركا اللاتينية، بدأت مرحلة جديدة في فنزويلا، التي انقسمت بين مؤيد لتشافيز ومعارض له منذ توليه الرئاسة وهيمنته على الحياة السياسية عام 1999. ويراهن مادورو خليفة تشافيز، على الفوز بالرئاسة في الانتخابات واستكمال «الزخم الثوري» في البلاد المنتجة للنفط، مستنداً إلى تعاطف الشارع مع الرئيس الراحل، الذي توفي بعد صراع مرير مع مرض السرطان، ما استدعى نقله للعلاج في كوبا في حزيران (يونيو) 2011 قبل إعادته فجأة إلى كراكاس في 18 شباط (فبراير) الماضي. ومنذ عودته لم يظهر تشافيز إلى العلن.