من بداية رئاسة ترمب لم يكن على وفاق مع محطة CNN الإخبارية ومراسليها خاصة الذين يغطون المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض لأنهم موالون للحزب الديموقراطي ولم ينسوا هزيمة هيلاري كلنتون ونجاح ترمب في الانتخابات. وفي أحد المؤتمرات في البيت الأبيض في الأسبوع الماضي حصل مشادة بين الرئيس ترمب ومراسل CNN الذي يتعمد طرح أسئلة استفزازية ويطلب من الرئيس الإجابة عليها وعندما طلب من المراسل تسليم اللاقط للمسؤولة عن القاعة رفض ذلك وعلى إثره سُحبت منه بطاقته الصحفية التي تخوله حضور المناسبات الصحفية في البيت الأبيض. بعدها رفع المراسل دعوى ضد البيت الأبيض بحجة حرية الصحافة التي كفلها الدستور الأمريكي في بند التعديل رقم واحد من الدستور. كسب المراسل القضية وأعيدت له بطاقته وبقي الباب مفتوحاً للاستئناف من قبل البيت الأبيض. ومع أن حرية الصحافة مكفولة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بموجب نص صريح في الدستور إلا أنها لا تحترم ذلك ولا تلتزم الحياد، وعندما تتبنى قضية تواصل طرحها بشراسة تخرج عن المعقول في حالات كثيرة. الرئيس ترمب لم يخفِ رفضه لتلك الأساليب التي يسميها (الأخبار المفبركة أو الكاذبة FAKE NEWS)، وأكبر دليل على ذلك موقفها من قضية جمال خاشقجي التي لم تتوقف عن إثارتها للنكاية بترمب وسياسته ليس حباً في العدالة ولكن بحثاً عن مايسيء لسياسته. كما أن انحياز محطة CNN ومراسليها الكامل للسياسة الإسرائيلية وتجاهل كل ما ترتكبه من جرائم ضد الفلسطينيين يثبت غياب الطرح الموضوعي وتعمد تضليل الرأي العام الأمريكي، وترمب وضع يده على الزر الصحيح عندما وصفها بالتغطية الصحافية المضللة ويرفض الإجابة على أسئلة مراسليها. في داخل أمريكا هناك شبكات إعلامية أخرى تحرص على توازن الطرح أمام الرأي العام، ولكن حجم شبكة CNN وانتشارها عالمياً جعلها في موضع يشكل تأثيراً وخطورة قصوى في مجال الإعلام عابر الحدود أيضاً. بعض الشبكات الإعلامية في العالم العربي تحاول تقليد منهج المحطات الأمريكية ولكنها أصبحت مكشوفة برغم استمرارها في بث سموم مضللة لجمهور المشاهدين في العالم العربي . الجهات الرسمية في أمريكا وفرنسا استقبلت بيان المدعي العام السعودي بخصوص قضية المرحوم جمال خاشقجي بإيجابية ولكن أجهزة الإعلام عادة ما تقفز فوق الحقائق وتبدأ في التشكيك في مصداقية الخبر الذي لا يتفق مع توجهاتها. وأياً كانت توجهات الآراء في الخارج فإن القضاء السعودي بنزاهته وعدالته سيحاكم الجناة بموجب الشريعة الإسلامية وسينالون العقاب الذي يستحقونه على الجريمة التي ارتكبوها بدون أي تأثير من الإعلام الغربي الذي يسعى لتسييس القضية في الولاياتالمتحدة وغيرها لأسباب داخلية في تلك الدول وليس حباً في العدالة. حفظ الله لوطننا الغالي الأمن والاستقرار تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.