• منذ أن أُسست هذه البلاد المباركة، وهي تتعرض لحملات متتالية من الهجمات الإعلامية؛ والعواصف السياسية، التي كانت ومازالت تستهدف ضرب وجودها وأمنها واقتصادها؛ وما أنعم الله به عليها من رخاء اقتصادي.. الأسباب كثيرة ومتنوعة، وإن كانت لا تخرج في معظمها عن ابتزاز أو حقد أو كراهة عقدية وأيديولوجية، أو محاولات ضغط لتغيير المواقف الثابتة للمملكة من قضايا أمتها.. ورغم تنوُّع أساليب هذه الموجات التي لم تتوقف يومًا؛ إلا أنها كانت تقابل في كل مرة بالتفافٍ شعبي مذهل ومشرِّف؛ دفاعًا عن الثوابت الثلاث في الوعي الجمعي السعودي (الدين - الأرض - القيادة)؛ مما أفشل وأحبط كل تلك الحملات وأذهب ريحها، فبقيت بلاد الحرمين الشريفين قوية متماسكة.. تزيد من حقد الحاقدين والمتربصين بتماسك والتفاف مدهش بين الشعب والقيادة، يتناسب طرديًّا مع تلك الحملات، فيزداد كلما ازدادت. • اللافت والجالب للفخر أن تلك السلاسل الذهبية من الالتفاف والدفاع الشعبي عن البلاد لم تكن عبر تاريخها الطويل موجّهة أو مصنوعة أو مدفوعة الثمن.. بل هي مشاعر وتصرُّفات عفوية صادرة من أرواح محبّة لهذه الأرض ومقدساتها وقيادتها، ومدافعة عنها باقتناعٍ كامل، ولا أظنني بحاجة للتذكير بهذه المواقف الشعبية السعودية المشرفة، فما حدث إبان حرب الخليج الثانية من تسابقٍ كبير من جميع شرائح المجتمع السعودي (شيبًا وشبّانًا، رجالًا ونساءً) للتطوع وبذل الروح؛ دفاعًا عن المملكة، لا يزال حدثًا يتذكَّره الجميع، خصوصًا جنود التحالف الذين أدهشتهم الأعداد!.. وكذلك ما فعله السعوديون من موقفٍ مشرِّف فيما سُمِّي (بثورة حنين) المزعومة، والتي أكَّدت للعالم كله أن هذا الشعب ليس كغيرهِ من الشعوب حبًّا وارتباطًا بوطنه، لتأتي حادثة اختفاء الزميل (جمال خاشقجي) والتي أذهل فيها السعوديون كل شعوب الأرض في دفاعهم المستميت عن بلادهم، التي تكالبت عليها أكاذيب الجزيرة مع حقد وكراهية تنظيم الإخوان الإرهابي ونظام الحمدين العبثي!. • لقد أدرك الشعب السعودي من خلال تجربته الطويلة وشبه اليومية مع هذه الحملات المغرضة أن هذا قدر الكبار، وأن عليه أن يتعامل بحنكة مع معظم ما يُبث من عبثٍ وأخبار مزيَّفة عبر وسائل الإعلام و«السوشيال ميديا»، فزادت نسبة وعيه بها، وقدرته على التمييز بين الخطاب الإعلامي الموضوعي القائم على الحجة والمعلومة، والخطاب التحريضي القائم على الأكاذيب والمبالغات، وتضخيم الأحداث، وانتزاع الأخبار من سياقها، وتزييف الحقائق. • نجح الشعب السعودي بوعيه أولًا ثم بعفويته وبساطته، وشعوره المتدفق صدقًا وحبًّا ووطنية، فيما أخفقت فيه –للأسف- بعض الجهات التي كان من المفترض أن تُقدِّم أداءً أفضل مما قدَّمت منذ بدء هذه الأحداث.