عندما تَجِّدُ حتماً تَجِدْ، وزرعاً ترعاه أنت تحصِدُ ثماره عاجلاً أم آجلاً، فمن غير المعقول أن يجنيه غيرك.. والحال هنا هو إن أردت نجاحاً تتغنى به وتفخر؛ اسعَ اليه بكل ما تملك، حتى تملك حق التغني به. الآن وبعد مُضي 88 عاماً على الوطن، أيامٌ تمضي وسنون تمر، أجيالٌ تسلم بعضها البعض، وقائدٌ يعقبه قائد، والحياة في سجال مستمر، الوطن يزدهر والتطور في تسارع، هل توقفت للحظة وسألت نفسك قبل نزولك للشارع في الذكرى الوطنية الثامنة والثمانين، قبل ترديدك وطن المجد والعلياء، ماذا قدمت لوطني؟ هل كان لي أيُ دور في النقلة الجذرية التي ضربت ربوعه؟ هل أعطيت بقدر ما أخذت؟. حب الوطن لا يكون علماً مرفوع، وأغنيات تُردد، لا يكون بلونٍ أخضر وسيفين تقطعهما نخلة، بل بفكرٍ نافع يُستثمر في نهضته، بعلمٍ يُطبق، وخلقٍ يرفع شأنه عالياً. ليس من المعقول أن تفخر بما فعل الأجداد، وما يفعل الأباء، وأنت لا وجود لفعْلِك! نحتاج الى ثورة اعلامية توعوية تثقيفية للأجيال التي تجهل كيف يكون حب أوطانهم، يجب أن تُشمِرُ المنابر عن ساعديها، وتستخدم صوتها المسموع في تشكيل الآراء وتصحيح الاتجاهات؛ يجب أن تُوَّحَد الرسائل الاعلامية لتستهدف النشء الذي مازال يجهل دوره في رفعة شأن وطنه وإعماره. علموا أبناءكم أن أشخاصاً عاديين يعيشون في بيئات عادية قد استطاعوا أن يؤثروا في أوطانهم ليس فقط مجتمعاتهم بل في العالم برمته، فقط لأنهم أرادوا العطاء فأبدعوا، عرفوا كيف يستثمرون مواهبهم، ولا يخفى علينا جميعاً مارك زوكربيرغ الشاب الموهوب الذي بدأ حياته بفكرة موقع مواعدة بين الطلاب في الجامعة، قادته الآن بعد أن عرف كيف يطوِّر من نفسه ومن فكرته الى مارك رجل الأعمال الملياردير العالمي الذي يملك «فيسبوك» ويوقع صفقات قدرها ملايين الدولارات، والكثير من القصص الملهمة التي يكون أبطالها أناساً عاديين. تأثرْ جيداً بالجيد من حولك وبمن سبقوك، تصبح مؤثراً ولديك الرغبة والدافع في إثبات نفسك ورد الجميل لوطنك.
