في لقاء مع معالي نائب وزير الحج والعمرة د.عبدالفتاح مشاط لصحيفة «المدينة» الثلاثاء 24/12/1439ه أكد أن إعادة هيكلة منظومة الحج والعمرة سيتم الانتهاء منها قريبًا. وحقيقة فإن هذا المشروع سمعنا عنه منذ خمسة عشر عامًا، وكم نتمنى أن يكون قد استعين بخبرات أرباب الطوائف، خاصة أن هناك الكثير منهم من حملة الدراسات العليا ولديهم تجارب ميدانية ناجحة في المجال، وذلك لتحقيق أهداف تطويرية لخدمات الحج. وأما قول معاليه: (وتمكين القطاع الخاص) فهذه الجملة مبهمة، خاصة أن مؤسسات الطوافة هي أصلًا يديرها (قطاع خاص) وبها الآلاف من العائلات في كل مؤسسة من مؤسسات أرباب الطوائف (فكيف يخصص الخاص؟!) كما أن الإعاشة، وشركات النقل، والإسكان، كلها أيضًا يقوم عليها الكثيرون من أبناء الوطن ولا دخل لمؤسسات الطوافة بها.. ويصب ذلك في الاقتصاد الوطني لمكة المكرمة. وأما تطمين معاليه بأن الانتخابات ستجري في مواعيدها ودون تأجيل.. فهذه خطوة تشكر عليها الوزارة ولكن الأهم من ذلك هو: هل قامت الوزارة بحوكمة المجالس الحالية؟ وهل تم قياس مدى تحقيق تلك المجالس لوعودها الانتخابية؟ فبعض المجالس لم تقدم ولا 30% من وعودها الانتخابية؟ فإذا لم تحقق ذلك.. فهل سيسمح لأعضائها بالدخول في الانتخابات الجديدة القادمة؟! حيث إن بعض من أعضاء مجالس الإدارات لهم في المجلس أكثر من عشرين عامًا، ولم يقدموا شيئًا يذكر.. ونتمنى أن تكون في شروط اللائحة الجديدة للدورة الانتخابية القادمة: أن لا يدخل الانتخابات من له دورتان انتخابيتان متتاليتان حتى يفسح المجال لضخ دماء جديدة وكفاءات وطنية مؤهلة. كما أن رد معاليه عن مشاركة العنصر النسائي في مجالس إدارات أرباب الطوائف، وأنهن سيدخلن الانتخابات وهذا ما يفترض أن يكون لأن التعيين للأسف غالبًا ما تدخل فيه المحسوبية والواسطة والمصالح الشخصية!! فتعيين سيدتين في مجلس جنوب آسيا -بالرغم من اعتباره من البعض أنه قرار تاريخي- فمن وجهة نظري ليس الا زوبعة إعلامية باهتمام الوزارة بالمطوفات؛ فتعيين السيدتين جاء لتكملة عدد فقط في المؤسسة المذكورة، وجاء متأخرًا جدًّا، فأحد أعضاء مجلس الإدارة توفي قبل عامين، والآخر استقال قبل عام، ثم جاء التعيين في نهاية 1439ه وهي نهاية الفترة الانتخابية. كما أن إحديهما ابنة مطوف.. بالرغم من وجود المئات من المطوفات من حملة الماجستير والدكتوراه وكفاءات وتجارب ناجحة..!! فعلى أي أساس تم التعيين؟ وما المعايير التي طُبقت؟ وماذا تقدم هاتان السيدتان في شهر ونصف قبل نهاية الدورة الانتخابية؟! نعم ليس هناك ما يمنع دخول النساء كمرشحات في الانتخابات على غرار المجالس البلدية، فلا يصل للمنصب إلا الأكثر كفاءة والأقدر على خدمة ضيوف الرحمن وإدارة العمل باحترافية.. بل نتمنى أن يكون هناك شرط في اللائحة وهو: أن يعد كل مرشح دراسة علمية في مجال خدمة ضيوف الرحمن تثبت قدرته ومهارته وكفاءته في العمل.. وليس مجرد وعود انتخابية تتبخر خلال سنوات.