عرفت سجلات كأس السوبر على مدى النسخ الأربع الماضية، العديد من المفارقات والمتشابهات والمقارنات الإحصائية والرقمية، فيما يتعلق بالنتائج والأهداف والهدافين وسيناريوهات المباراة والسجل الشرفي للبطولة، وفيما يلي استعراض لأبرزها: البطل لا يتكرر لم تشهد البطولة تكرار أي من أبطالها؛ حيث حصد الفتح بطل الدوري آنذاك أولى النسخ في العام 2013م، وحقق الشباب بطل كأس الملك في ذلك الحين ثاني البطولات في العام 2014م، وظفر الهلال بطل الكأس حينها بثالث الألقاب في العام 2015م، فيما توج الأهلي بطل ثنائية الدوري والكأس في وقتها رابع وأحدث الكؤوس في العام 2016م، بينما تم إلغاء النسخة الماضية التي كان مقررًا أن يتنافس على لقبها نفس قطبي لقاء الليلة؛ "الزعيم" و"العميد". تناصف الأدوار تقاسم أبطال الدوري وكأس الملك الأدوار فيما بينهم في التتويج بالسوبر، وأحرز الفتح والأهلي البطولة بعدما تأهلا إليها كأبطال للدوري، بينما نال الفريقان العاصميان؛ الشباب والهلال اللقب، بعدما ترشحا كحاملين للقب كأس الملك، وستكون موقعة "لوفتوس روود" هي الفاصلة بين كفة أبطال الدوري ممثلين بالهلال وجانب أبطال الكأس متجسدين بالاتحاد. ملاعب محايدة تمت إقامة النسخ الأربع الماضية وصولًا إلى النسخة الحالية الخامسة على ملاعب، يمكن وصفها ب"المحايدة" بين طرفي كل مواجهة، واستضاف ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع بمكة المكرمة لقاء الاتحاد والفتح في النسخة الأولى، واحتضن ملعب مباراة الليلة وهو استاد "لوفتوس روود" معقل نادي "كوينز بارك رينجيرز" الإنجليزي بالعاصمة البريطانية "لندن" النسخة الثالثة بين الناديين التقليديين؛ الهلال والنصر، وشهد ملعب "كرافن كوتيج" مقر نادي "فولهام" الإنجليزي في "عاصمة الضباب" النسخة الماضية الرابعة، وحتى في النسخة الثانية يمكن تصنيف استاد الملك فهد الدولي بأنه "محايد" بين الطرفيين العاصميين؛ الشباب والنصر. تقارب النتائج لم تحضر النتائج الكبيرة ولا الأهداف الوفيرة في أي من النسخ الماضية، ولعل خوض البطولة كباكورة لاستحقاقات الموسم الكروي عامل كبير ومهم في ذلك؛ إذ يتسبب في عدم وصول الجاهزية البدنية والفنية للفريقين المتنافسين إلى المستوى المطلوب، وقد تكون مواجهة الاتحاد والفتح في النسخة الأولى هي الاستثناء الوحيد؛ حيث حظيت بخمسة أهداف؛ ثلاثة منها ل"النموذجي" واثنين ل"العميد" وتم الحسم فيها بالوقت الإضافي، بينما كان لركلات الترجيح كلمة الفصل بين الجارين العاصميين الشباب والنصر في النسخة الثانية، ودانت لصالح "الليوث" بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي بهدف لمثله، وكانت التسعين دقيقة كافية لمنح القطب العاصمي الثالث الهلال بطولة النسخة الثالثة على حساب الغريم التقليدي النصر، الذي خسر اللقب الثاني على التوالي بهدف وحيد للبرازيلي "كارلوس إدواردو" الذي سيخوض نزال الليلة، فيما عادت ضربات الحظ لتأخذ دور الحسم في النسخة الرابعة بين الأهلي والهلال بعد التعادل في الوقت الأصلي بهدف لمثله؛ حيث تم إلغاء الوقت الإضافي، ومنحت الأفضلية ل"الراقي"؛ ليخسر الفريق الأزرق ميزة التتويج في "عاصمة الضباب" للعام الثاني على التتابع. المهاجمون أصحاب الحسم كان للمهاجمين الكلمة العليا في هز الشباك طوال النسخ الماضية، فتكفل الفتحاوي الكونغولي "دوريس سالومو" ونظيره الاتحادي "مختار فلاته" بتسجيل 4 من أصل الأهداف الخمسة في المباراة، وكذلك الحال بين المهاجمين الشبابي "نايف هزازي" والنصراوي "محمد السهلاوي" اللذين تقاسما أهداف النسخة الثانية بهدف لكل منهما، كما أن البرازيلي "كارلوس إدواردو" صاحب الهدف الوحيد في النسخة الثالثة لصالح الهلال يمكن تصنيفه كمهاجم أو على الأقل كمهاجم مساند، وكذلك فعل السوري "عمر السومة" الذي أحرز هدف التعادل الأهلاوي في شباك الهلال بالنسخة الرابعة، قبل أن يدون البصمة الحاسمة بتسجيل ركلة الترجيح الحاسمة. أفراح البدايات "عكسية" من المفارقات الملفتة التي قد لا تبعث بالتفاؤل، أو تتسبب بالحيرة لأنصار وعشاق طرفي موقعة الليلة هي أن بطل كأس السوبر على امتداد النسخ الأربع الماضية عانى الأمرّين في بقية منافسات الموسم، فرغم أن فرحة البدايات من شأنها منح دافع معنوي ونفسي إيجابي كبير للفريق المتوج، فإن الواقع أتى على النقيض من ذلك؛ حيث خرج الفتح من موسم النسخة الأولى بلا أي بطولات، وحقق المركز العاشر، بعد أن كان حاملًا للقب، وكذلك الحال مع الشباب الذي لم يفلح في حصد أي بطولة في العام 2015م، واكتفى بالمرتبة الخامسة، وهو الوضع نفسه للأهلي الذي ودع الموسم قبل الماضي بلا إنجاز رغم افتتاحية السوبر، وقد يكون الهلال هو الاستثناء الوحيد نسبيًّا؛ حيث نجح في إحراز كأس ولي العهد في موسم العام 2015م، الذي افتتحه بكأس السوبر، ولكنه في الوقت ذاته خسر لقبه كبطل لكأس الملك، كما أخفق في حصد بطولة الدوري.