احتفى محرك البحث الشهير «جوجل» أمس الأحد 5 أغسطس، بالذكرى 78 لميلاد الفنان الراحل مؤسس الأغنية السعودية طلال مداح، وذلك بوضع صورة ل»صوت الأرض» وهو يحمل عوده.. كما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات بال»واتس أب» بهذه المناسبة أمس، مشيدين بالراحل الكبير وبعطاءاته الفنية البارزة سعوديًا وخليجيًا وعربيًا، منوهين بتأثيره الكبير على الثقافة العربية في القرن ال 20، ووصفوه ب»رائد الحداثة بالأغنية السعودية».. ويمثل شهر أغسطس علامة فارقة في حياة الفنان طلال مداح -يرحمه الله- ففي هذا الشهر وُلد، وفيه أيضًا توفي يوم 11 أغسطس 2000. وردك يا زارع الورد اسمه الأصلي: طلال بن عبدالشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري. ولد الفنان طلال مداح في مكةالمكرمة بتاريخ 5 أغسطس 1940، وتولى تربيته منذ ولادته زوج خالته علي مداح، فسمّاه طلال مداح. عُرف طلال مداح بألقاب عديدة، منها: «الحنجرة الذهبية» و»قيثارة الشرق» و»صوت الأرض» و»فارس الأغنية السعودية» و»فنان العرب» و»فيلسوف النغم الأصيل» و»الأستاذ»، وقد أطلق عليه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب لقب «زرياب». كانت أول أغنية لحنها وغناها طلال مداح هي «وردك يازارع الورد».. أول أغنية في تاريخ الغناء السعودي بأسلوب «الأغنية المكبلة»، حيث جرت العادة قبلها عند المطربين السعوديين أن يلحنوا أي عمل بأسلوب ما يسمى اللحن الواحد، ولهذا يعد طلال هو مؤسس الأغنية السعودية. ثم لحن وغنى من كل المدارس الموسيقية واللحنية، فهو أول من قدم الألحان والأغنيات السريعة، والأغنيات المكبلهة. ويعد طلال الوحيد الذي غنّى من ألحان كل الملحنين السعوديين: طارق عبدالحكيم وغازي علي وجميل محمود وفوزي محسون وسراج عمر وعدنان خوج وسامي إحسان وعمر كدرس ومحمد المغيص وأبو بكر بالفقيه وعبدالرب إدريس وعبدالله محمد وصالح الشهري وطلال باغر ومحمد شفيق. وكذلك غنّى لأبرز الشعراء السعوديين والخليجيين، منهم الأمراء: عبدالله الفيصل، خالد الفيصل، محمد العبدالله الفيصل، بدر بن عبدالمحسن، سعود بن عبدالله، إبراهيم خفاجي، صالح جلال، ثريا قابل، إبراهيم العواجي، لطفي زيني، طاهر زمخشري، فائق عبدالجليل، عبداللطيف البناي، سعود شربتلي، أسعد عبدالكريم، خالد زارع، نجيب بطيش. عبقرية التلحين بالإضافة إلى صوته الشادي الذي وهبه له الله، تميّز طلال مداح بعبقريته في التلحين، ومنها مثلا أغنية انطلاقته «وردك يا زارع الورد»، وكذلك أغنية «وعد» التي لحنها بموسيقى مزيجة بين الشرقية والغربية، وقد روى لي الراحل الملحن الدكتور عدنان خوج أنه عندما تقدم برسالة الدكتوراه إلى جامعة السوربون الفرنسية وكانت الرسالة عن فن طلال مداح، فوجئ الدكاترة الفرنسيون بموسيقى طلال مداح، ووصفوا ألحانه بأنها سبقت عصرها، وأشادوا بشكل خاص بلحني: «وردك يا زارع الورد» و»وعد». كما لحّن وغنّى العديد من الأغنيات الوطنية الخالدة، ومنها أجمل أغنية وطنية سعودية «وطني الحبيب». ولحّن الأستاذ طلال مداح لمطربين ومطربات سعوديين وعرب، منهم: فايزة أحمد، رجاء بلمليح، سميرة سعيد، ذكرى، عتاب، ابتسام لطفي، عبدالمجيد عبدالله، راشد الماجد، عبادي الجوهر. صوت العرب للراحل الكبير العديد من الأغنيات التي غناها بلهجات عربية، وحتى بالإنجليزية غنّى أغنية «يا حلوة شيلي اللثام»، وباللهجة المصرية قدم عدة أغنيات منها أغنية وطنية هدية منه لمصر الحبيبة بعنوان «كلنا مصر»، وغني للمغرب «مشتاق للمغرب»، ولتونس «العيون التونسية»، وللسودان «هل تذكر يا أسمر»، وللبنان «يالله يا ابني»، وغنى لدول الخليج واليمن والعراق. وطلال مداح المطرب السعودي والخليجي الوحيد الذي لحن له عباقرة الملحنين المصريين وفي مقدمتهم الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي عندما سألوه عن المطربين الخليجيين قال بالحرف الواحد: «لا يوجد صوت في الخليج سوى طلال مداح»، ولحن له الأغنية الشهيرة «ماذا أقول». ولحن له الموسيقار بليغ حمدي أغنية «يا قمرنا»، ومن ألحان الموسيقار محمد الموجي غنى «لي طلب» و»ضايع في المحبة». تزوج طلال مداح 3 مرات، الأولى أم عبدالله تزوجها في مدينة الطائف عام 1380ه، وله منها 4 أولاد و3 بنات أكبرهم عبدلله، أما زوجته الثانية أم رشا فأنجبت له بنتين، والزوجة الثالثة هي أم خالد وأنجبت منه ابنا واحدا وهو خالد و3 بنات.