أكد عدد من الاقتصاديين وخبراء الموارد البشرية أن مشروع «نيوم» سيكون له انعكاسات إيجابية على مستقبل الاقتصاد المحلي بتحول المملكة إلى اقتصاد عالمي رائد وإيجاد بدائل عن النفط للمملكة العربية السعودية، علاوة إلى الاستفادة من المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية نظرًا لكبر مساحة المشروع وموقعه الاستراتيجي، الذي يضم القطاعات الاقتصادية بما يحقق التطلعات الطموحة لرؤية 2030 لتحول المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف الجوانب. استشارية التخطيط الاستراتيجي الدكتور نوف الغامدي تقول: مدينة مثل نيوم ستكون أفضل نموذج للمدينة الذكية من حيث الإدارة فجميع الخدمات والإجراءات التي ستقوم بها إدارة المدينة ستكون خدمات ذكية عبر الأتمتة فكل المعاملات سواء من ناحية الاستثمار أو التصنيع وحتى المنازعات القضائية ستكون إلكترونية، وفي ذات المجال التقني ستعتمد المدينة على ما يسمى بالهواء الرقمي وهو الشبكات المجانية العامة للإنترنت ففي نيوم لا يمكن لأحد أن يكون بعيدًا عن الوصول للإنترنت، ولا يمكن تجاهل تقنيات الأمن الذي ستستخدم أعلى التقنيات في هذا المجال. صناعة اقتصادية الكاتب الاقتصادي جمال بنون قال إن المملكة مقبلة على «صناعة» اقتصادية جديدة بكل المقاييس، لافتا إلى ما قاله سمو ولي العهد من أن العنصر السعودي أو بمعنى أدق «الشباب» السعودي هو العنصر الأساس في إنجاح هذا المشروع (نيوم)، مشيرا إلى أن رؤية المملكة 2030 أعطت الفرصة للشباب السعودي بالانخراط في العديد من مجالات العمل المتعددة خاصة في مجال علوم التقنية، فبالأمس القريب انطلقت أعمال هاكثون الحج، والذي استقطب أكثر من 3000 شاب وشابة من مختلف أنحاء العالم ومن أكثر من 100 دولة، يتجمعون من أجل النهوض بالبرمجيات القابلة للتطبيق، تحت مظلة واحدة على أرض المملكة العربية السعودية، مما أدخل «الفعالية» موسوعة جينيس للأرقام القياسية على مستوى العالم، وأبان بنون أن ورؤية 2030 تعتمد على المساهمة الفاعلة من الشباب والشابات للنهوض بالاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى أن المشروع (نيوم) سوف يستقطب أفضل الشركات وأصحاب الكفاءات من جميع أنحاء العالم. مستقبل باهر وعلق المحلل الاقتصادي عبدالله الشهراني بقوله إن هناك مستقبلا باهرا ينتظر الشباب والشابات السعوديين مع هذا المشروع الواعد، مؤكدا أن قول سمو ولي العهد، حفظه الله، إن العنصر السعودي هو الأهم لنجاح مشروع «نيوم» يشير إلى أن الخطط والبرامج تجهز للشباب لإدارة وتشغيل هذه المدينة الفريدة على مستوى العالم، مبينًا أن هذا التوجه سيقضي على الاقتصاد الريعي، الذي يعتمد على النفط، مما يشير إلى خلق اقتصاد جديد مبني على قدرات وتأهيل والموارد البشرية السعودية، حيث يعتمد الاقتصاد الجديد على العديد من الجوانب من أهمها الريادة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، وكل هذه الأهداف الصناعية ضمن قطاعات مشروع «نيوم». نقلة حضارية وأشارت مستشارة الموارد البشرية وتطوير منظمات الدكتورة أمل شيرة إلى أن المشروع يعتبر نقلة حضارية لبلدنا الحبيب، ونقلة متقدمة ستنقل المملكة لمصاف العالمية والمستقبل المشرق، والعمق البشري القادر على تحقيق الرؤية والأحلام وتحويلها إلى واقع معاش، وأيضًا العنصر البشري السعودي الشاب هو قادر بكل ما تعنيه الكلمة بأن يتبنى إدارة هذا المشروع العملاق، فلا ينقص شبابنا وشاباتنا التأهيل والعلم والولاء والحماس ولا الاستعداد التام للمشاركة الفاعلة، فمن خلال هذا المشروع سنؤكد للعالم أن أبناءنا قادرون على التحدي والظهور بشكل صحيح، وأبانت أنه آن الأوان لتحديد الكفاءات والطاقات البشرية المطلوبة للعمل في هذا المشروع.