قال الشاعر العربي: «زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً .. أبشر بطول سلامة يامربع». هذا هو حال التهديدات الإيرانية للولايات المتحدةالأمريكية ، وإيران لم تمتلك السلاح بعد، هاجم الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الرئيس الأمريكي ترامب قائلاً : «حسابكم مع فيلق القدس ونحن أقرب إليكم مما تتصورون، الفيلق خصم مساوٍ لقواتكم»، بينما وجَّه الرئيس الإيراني حسن روحاني رسالته إلى الرئيس (ترامب) قائلاً : «يجب أن تعلم بأن السلام مع إيران هو السلام الحقيقي، والحرب مع إيران هي أم كل الحروب» وفي تصريح آخر له وجَّه فيه رسالة إلى الرئيس الأمريكي قال : «لا تعبث بذيل الأسد فذلك لن يؤدي إلا للندم»!. ولا أعلم عما إذا كان قد بات ليلتها الأمريكيون من شدة الخوف من التهديدات الإيرانية أم قابلوها بالسخرية والتندر؟! .. كيف للإيرانيين أن يواجهوا أكبر قوة في العالم وهم قد فشلوا في سوريا أمام قوات المعارضة محدودي السلاح، وقُتل منهم المئات من الجنود والخبراء، ولم يسعفهم من الفناء بالكامل سوى التدخل الروسي في سوريا؟!. والتاريخ يذكرنا بأن النظام الحاكم في إيران كان يتراجع عن مواقفه وعناده متى ما أحس بالخطر أو شعر بالاستهداف المباشر، حدث هذا في 2003 حينما شكوا بأن بلادهم قد تكون الثانية في القائمة الأمريكية بعد غزو العراق، وتراجعوا عن برنامجهم النووي، وقبلوا بالبروتوكول الإضافي الذي يتضمن التفتيش المفاجىء، وما تلك التهديدات، وهذه الثقة الزائدة لدى أولئك المتحمسين من أمثال روحاني وقاسم سليماني سوى ضرب من الأوهام والأحلام، يبددها الواقع السياسي والعسكري الفاشل والاقتصادي المتهالك في إيران. لا نشك لحظة من أن استهداف الناقلات السعودية في باب المندب الذي تم مؤخراً تم بناء على توجيه من النظام الإيراني الذي يجهل ما تنطوي عليه العقوبات الدولية، إذ يُعد هذا التصرف من أهم المحظورات الدولية تستتبعه عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية، وقد يدفع بتشكيل تحالف عسكري دولي للتدخل لإيقاف تلك المهازل وتلك الخروقات، وتذكرنا هذه الحادثة بما أُطلق عليه «حرب الناقلات» التي تمت في الثمانينيات إبان الحرب العراقيةالإيرانية، حيث تبادل الطرفان المتحاربان استهداف الناقلات النفطية، وتضررت جراء ذلك الناقلات الكويتية والسعودية، ولعل الإيرانيين يتذكرون كيف تصدت المملكة لهذا العبث بكل حزم وقوة فأسقطت طائرتين حربيتين إيرانيتين، ولم تفلح إيران بعدها من اختراق الحدود السعودية انتقاماً نظراً للقدرات القتالية المتفوقة التي تمتلكها المملكة، الأمر الذي أجبر إيران على أن تظل طائراتها في مجالها الجوي فقط. ولا أعتقد أن الإيرانيين قد نسوا في غمرة اعتدادهم بقواتهم العسكرية أحداث 1988 عندما وقعت مواجهات بين سفنهم وسفن حربية أمريكية وانتهت بغرق ثلاثة من زوارقهم السريعة وتدمير رصيفين للنفط والعديد من المنشآت النفطية نتيجة اعتراضهم لناقلات كويتية تحمل العلم الأمريكي. وليعلم روحاني، وحتى قاسمي ، بأن أي مغامرة غير محسوبة تعني المصير الذي آل إليه العراق، بل وأسوأ.