نظم فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة يوم أمس الأول أمسية ثقافية بعنوان «دور المثقف الأول في النهوض الحضاري»، شارك فيها الدكتور محمد خضر عريف، أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز، والناقدة الدكتورة لمياء باعشن، فيما أدار الأمسية صالح فيضي. استهل «عريف» الحديث مشيرًا إلى أن المسؤولية الملقاة على عواتق المثقفين كبيرة في سبيل تسخير الثقافة الإبداعية الإيجابية، لجعل المشروع الثقافي مشروع اعتدال ووسطية، يسهم في نهضة الأمة لتحتل موقع الصدارة على خارطة الثقافة العالمية، لتأثر وتتأثر بثقافات العالم كلها دون المساس بالثوابت والموروث الأخلاقي والفكري. وأشار عريف إلى سمات المثقف السعودي، وقدرته على الإسهام في النهوض الحضاري، منبّهًا إلى أن ظاهرة انفجار المعرفة ليست سببًا كافيًا لحصر المثقفين في دوائر معرفية ضيقة. مختتمًا بالإشارة إلى أن أهم سمات ومواصفات المثقف ليقوم بدوره في النهوض الحضاري تتمثل في الحفاظ على أمانة الكلمة، كونها المحافظة عليها ستبقى على عواتق المثقفين والإعلاميين على مر الزمان وتعاقب الأجيال. حصن وصمام وفي حديثها رأت الدكتورة لمياء باعشن أن المثقف هو الحصن وصمام أمان للوطن، وإذا لم يكن الحصن قويًا وقادرًا على البناء والتغيير ومواكبة كل الانجازات الثقافية في العالم فإنه لن يكون قادرًاعلى أداء دوره. مبينة أن من نعم الله على هذه البلاد أن الكثير من الصحف ووسائل الإعلام يتولى أمرها صفوة المثقفين من المنتمين للعلم والتعليم من الجنسين، داعية المسؤولين إلى تحمل أمانة الكلمة التي تبني ولا تهدم، وتوجه ولا تسيء، وتنقد ولا تشتم. وفي مداخلته أوضح مدير «فنون جدة» محمد ال صبيح عن مسؤولية الجمعية في تثقيف وتوعية المثقفين، ومستدلاً بهذه الامسية مثالاً على ذلك، مبينًا أن رؤية المملكة 2030 تسعى لتطوير قطاع الثقافة في المملكة، وتأسيس مراكز حاضنة للإبداع، وتوفير منصات للمبدعين للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم، وكذلك خلق صناعة ثقافية تعنى بالفن والمسرح والسينما والأنشطة الفنية والتشكيلية، وتحويل الثقافة إلى عنصر رئيس للتواصل بين الناس.