من أيام قليلة خلت أصدرت الشركة الموحدة للكهرباء فواتير صادمة لعموم مناطق المملكة، وعند ارتفاع أصوات المواطنين حول جدية تلك الفواتير خرجت شركة الكهرباء ببيان استفزازي حمّلت 70% من مسؤولية ارتفاع تلك الفواتير لحرارة الصيف! وكأن الصيف أول مرة يزور المملكة!! الجزء الأقل من المسؤولية أعادته الشركة لعدم فهم العدادات للتعرفة الجديدة لسعر الكهرباء مما نتج عنه أخطاء في قيمة الفواتير! واضح تمامًا بأن المسؤولين في شركة الكهرباء يتعاملون معنا باستخفاف كبير! ما دخل عدادات الكهرباء المنزلية بسعر التكلفة؟ هي فقط تعطي قارئ الشركة (إن كانت تقرأ) كمية الاستهلاك بالكيلواط /ساعة، وتُدخل هذه البيانات في أجهزة الشركة والتي تصدر الفاتورة وفق برمجة التعرفة المدخلة من قِبل الشركة. هل من المعقول أن شركة الكهرباء التي أنفقت مليارات الريالات لشراء برامج حاسوبية لإصدار الفواتير، ومثلها للتدريب والتطوير، أخطأت أو فشلت في إعادة تعريف السعر الجديد على أجهزتها؟ ربما لأول مرة يشاركنا إخواننا في المدن معاناة فواتير الكهرباء، ففيما مضى كان هناك تباين كبير بين قيمة فاتورة الكهرباء في مدينة كالرياض وجدة وقيمة فاتورة الكهرباء في المحافظات الطرفية والقرى والهجر. عشرون عامًا كنت أظن هذا التفاوت مرجعه لنوعية الكهرباء! ففي المدن الكهرباء خضراء منخفضة التعرفة، أما نحن في محافظة القنفذة ومثيلاتها فكنت أظنها كهرباء حمراء عالية الجودة صحية للبيئة تستحق أن تكون عالية التكلفة!.. عشرون عاماً وضُعف التيار الكهربائي، والانقطاعات المتكررة اليومية تتلف أجهزة المواطنين الكهربائية، وتتلف بضائع المتاجرين..!.. عشرون عامًا وفواتيرنا قوية ثابتة كسعر صرف الدولار لا تتأثر بصيف أو شتاء... ختاماً هل ستصالح شركة الكهرباء مشتركيها بفواتيرها الصادرة خلال الأشهر القادمة أم أن الجدل سيستمر؟!.