حينما تقطع ساحات الحرم النبوي وأنت من بين جموع الناس لا سيما وقت الظهيرة تبحث عن مكان يلطف عليك الجو ويبرد عليك تلك الحرارة الشديدة التي تشتهر بها المدينة ثم تجد أجهزة التبريد والمراوح النفاثة ترسل عليك زخات من ندى الماء مصحوباً بدفعة من الهواء البارد بطياتها لا تملك أنفاسك وأنت تقول «الله يبرد عليهم» بدءًا من القيادة الرشيدة ومروراً برئاسة الحرمين ومن فيها ونهاية بالعمالة القائمة على خدمة الحرمين الشريفين. إن المواد المستخدمة سواءً في البنية التحتية أو المعمارية أو التصميمات الهندسية أو حتى الأدوات الاستهلاكية تعتبر من أجود الأنواع الموجودة عالمياً ما لم تكن من أندرها وجوداً كما هي ندرة ملوك الدولة السعودية حفظهم الله تعالى وأثابهم على ما قدموه ويقدمونه للإسلام والمسلمين ولغير المسلمين كما هي التعاليم والسماحة المحمدية، ومن هذه المواد مثلاً بلاط التاسوس العاكس لدرجة الحرارة والضوء الذي كان يتم استيراده من جبال اليونان متحملة أعباء تلك التكاليف والمسافات البعيدة من أجل تقديم كل عظيم لبيت الله المعظم حتى تم اكتشافه اليوم في بعض جبال المدينةالمنورة بمنطقة المهد كما أشيع ذلك ومنها أيضاً المظلات الشمسية التي تبهرك حينما تتفتح وكأنها وردة من ورود المدينة الغناء لتعود ليلاً وتفوح النسائم الإيمانية حولها، هذا وقد صدرت التوجيهات الكريمة بعد مشورة أهل العلم والتقوى بأن يكون المنبر جوار منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تخفيفاً على الناس وللمصلحة العامة وحتى لا يعيق المصلين القادمين للسلام على حبيبنا عليه الصلاة والسلام وعلى صاحبيه الكرام والحمد لله رب العالمين.