تنامت أعداد القنوات المهتمة بالموروث الشعبي في السنوات الأخيرة، مما أسهم في تمهيد الطريق أمام الشعراء لطرح نتاجهم الشعري أمام المتلقي بيسر وسهولة. القنوات الشعبية أصبحت تبحث عن البرامج التي تملأ بها دورتها اليومية، مما فتح أمام الشعراء نافذة كبيرة للتواصل مع المشاهدين عبر اللقاءات وقصائد الفيديو كليب التي غالبا ما تقوم القنوات بتسجيلها وإنتاجها للشعراء على حسابها الخاص رغبة منها في إيجاد مواد تلفزيونية لسد شهية المتابعين. وحول هذه القنوات تباينت آراء الشعراء بين مؤيد ومعارض لها من حيث خدمتها للشعر، فالبعض يرى أنها لا تعتمد على معيار الجودة في الطرح وأصبحت منفذا للردئ من الشعر، بينما يرى آخرون أنها خدمت الشعراء وأتاحت المجال لأصوات شعرية مميزة للظهور والتواصل مع الناس. وأوضح الشاعر سعد بن جدلان الأكلبي أن قنوات الشعبية أفسدت الشعر ولم تخدمه بالشكل المطلوب لأنها لم تتعامل معه بشكل احترافي. وأضاف: بعض القنوات تتوفر لديها مواد جيدة لشعراء مميزين ولكنها تكثر من عرض تلك القصائد أو اللقاءات إلى درجة أن المتلقي يصاب بالملل.. ويرى الشاعر والإعلامي عبد الله الفارسي أن القنوات الشعبية تحتاج إلى عقول تتعامل مع الموروث بحذر، وتبذل جهودا أكبر في سبيل إبرازه وإظهاره بالشكل الذي يشبع الذائقة ويقدم للفكر ما يستحق الاحترام. الشاعر والإعلامي هليل المزيني أشار إلى أهمية تلك القنوات في خدمة الشعر، مبينا أن القائمين عليها يجب أن يمتلكوا الخبرة والثقافة الكافية التي يستطيعون من خلالها تقديم ما يخدم موروثنا الأصيل. وانتقد المزيني كثرة القنوات الشعبية، مؤكدا «نحن بحاجة قنوات متخصصة تعمل بخطط مدروسة غير تلك القنوات التي لا نجد بينها وبين مواقع الإنترنت أي فرق، بل إنها أصبحت مرتعا لكل من هب ودب وكل من يدعي أنه شاعر وهو بريء من الشعر».