ونحن نحث الخطى نحو بوابة العبور الكبير لرؤية 2030 التي أضرم شعلتها عراب الشباب ومحيي آمالهم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. في هذا الوقت الحاسم من عمر الوطن ومسيرته نتحسس مواطن قوتنا الحاضرة، باستعراض قائمة مؤسساتنا التعليمية، حيث صناعة العقول ومستودع الخبرات ومنبت العلماء، قائمة ذهبية من جامعاتنا العريقة، تزين صدر الوطن المتطلع نحو غد أجمل، وفي صدارة هذه القائمة يأبى الإنجاز والتميز والعناية بالتعليم وخدمة المجتمع والإبداع في إظهار قضايا الوطن إلا أن يطرز اسم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومعالي مديرها عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، في أعلى القائمة، فهي الجامعة التي أخذت قصب السبق والريادة من بين جامعاتنا من حيث الاهتمام بنشر الوسطية والمواطنة الصالحة وقيم التسامح وتقبل الآخر، ونبذ الغلو والتطرف معتمدة على منهج الكتاب والسنة في مواجهة الانحرافات الفكرية المتطرفة التي تعد آفة العصر وأحد أهم أسباب الهدم والتدمير في المجتمعات والدول وأصعبها معالجة ومحاربة. وفي سبيل ذلك أنشأت جامعة الإمام وحدة للتوعية الفكرية تشرف على الأنشطة والفعاليات التي لها علاقة بالأمن الفكري وتواجه الدعايات المظللة من جماعة الفكر المتطرف، وتحقق الأمان النفسي والشخصي للطلاب والطالبات من خلال بناء الوعي الذاتي لديهم ليكونوا قادرين على تمييز الأفكار وتقويمها، وبالتالي تفعيل دورهم في نشر الوعي الفكري. وهذه الوحدة هي -على حد علمي- الوحدة الوحيدة التي أنشئت من أجل هذا الغرض على مستوى جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية. ومما يذكر فيشكر لجامعة الإمام والقائمين عليها اهتمامها بإقامة المؤتمرات والندوات العلمية والثقافية والوطنية ولعل المؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب أحد أهم المؤتمرات التي تبرز دور الجامعة في الدفاع عن المملكة وإظهار الصورة الحقيقية المشرفة لسماحة الدين الإسلامي الذي يحث على الوسطية في القول والعمل ونشر مبادئ السلام والمحبة بين الشعوب. بقي أن نذكر أن جامعة الإمام سجلت وخلال فترة وجيزة نقلة نوعية على مستوى كلياتها وتخصصاتها باستحداث عدد من الكليات والتخصصات المواكبة والمتجددة والتي حققت منجزات علمية شهد لها القاصي والداني رغم حداثتها. نأمل أن تستمر جامعة الإمام بهذه الروح المتوثبة لمواصلة مسيرة الإنجاز، ونتطلع إلى أن تحذو جميع مؤسساتنا الحكومية والأهلية حذوها في كل ما من شأنه تجنيب أبنائنا مخاطر الإرهاب والفكر المتطرف. وهذه الأسطر ما هي إلا عرفان وتقدير لمن عمل بإخلاص ووطنية تليق بوطن الخير والنماء.