أحكمت قوات المقاومة اليمنية المشتركة بإسناد ومشاركة من قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، مساء أمس، سيطرتها على مطار الحديدة ناريا، مع محاصرة عناصر مليشيات الحوثي داخل أسوار المطار، وذلك وسط انهيارات كبيرة في دفاعات المليشيات المتمركزة في المدخل الجنوبي للمدينة. وتمكنت القوات المشتركة من أسر عدد كبير من مسلحي المليشيات الذين فقدوا السيطرة على مواقعهم في محيط المطار، فيما قتل العشرات منهم بنيران المقاومة وغارات التحالف التي حطمت تحصيناتهم وأربكت صفوفهم. وأحكمت قوات المقاومة سيطرتها على مناطق استراتيجية جديدة في المدخل الجنوبي للحديدة إضافة إلى الدوار الكبير المؤدي إلى المطار، فيما تشتد المواجهات بين المقاومة والمليشيات في شارع الخمسين المتفرع من الدوار لتقترب من البوابة الغربية للمطار وتضيق الخناق على مليشيات الحوثي الإرهابية. وتمكنت الفرق الهندسية من تفكيك شبكات ألغام وعبوات ناسفة «إيرانية الصنع» كانت مليشيات الحوثي تراهن عليها كسياج في المدخل الجنوبي للمدينة لتأخير التقدم الميداني للقوات. 14 صفحة توثق مؤامرات إيران ضد المملكة في غضون ذلك أفاد تقرير سري للأمم المتحدة أن المتمردين الحوثيين في اليمن أطلقوا صواريخ على السعودية صنع بعض من مكوناتها في إيران، ولكن من دون أن يُعرف متى أرسلت هذه الصواريخ إلى اليمن.. وفي التقرير الواقع في 14 صفحة يحيط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي علمًا بأن شظايا خمسة صواريخ أطلقت منذ يوليو 2017 من اليمن على السعودية «لديها نفس الخصائص الأساسية لنوع من الصواريخ معروف أنه من صنع» إيران.. ويضيف التقرير الذي تسلّمه مجلس الأمن الثلاثاء أن «بعض مكونات الشظايا صنعتها إيران». وفي يناير الماضي كانت هيئة خبراء أمميين منفصلة قد أعدت تقريرا خلصت فيه إلى أن إيران انتهكت بالفعل حظر السلاح الذي فرضه مجلس الأمن على اليمن من خلال تزويدها الحوثيين بطائرات مسيّرة بدون طيار وصواريخ بالستية. باريس تدرس إزالة الألغام من الميناء قالت وزارة الدفاع الفرنسية، أمس، إن باريس تدرس إمكانية تنفيذ عملية لإزالة الألغام للسماح بدخول ميناء الحديدة اليمني بمجرد اكتمال العملية العسكرية التي ينفذها التحالف.. وكان مسؤول إماراتي أبلغ رويترز، الخميس، بأن فرنسا وافقت على تقديم الدعم في إزالة الألغام للعملية، وأن معلومات المخابرات الإماراتية تشير إلى أن مقاتلي الحوثي، الذين يسيطرون على المدينة، زرعوا ألغاما في الميناء. وفي بيان أرسلته إلى رويترز قالت وزارة الدفاع «ندرس اتخاذ إجراء بإزالة الألغام للسماح بدخول ميناء الحديدة بعد انتهاء العمليات العسكرية الحالية. والهدف من هذا الإجراء هو تيسير النقل الآمن للمساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة». وأضافت «لطالما أكدت فرنسا أن مدينة وميناء الحديدة هي إحدى البوابات الرئيسة لتوصيل السلع التجارية والإنسانية إلى السكان المدنيين». الإنسان اليمني هدف عمليات الحديدة وتدعم قوات تحالف دعم الشرعية، القوات اليمنية المشتركة في عملية تحرير الحديدة بناء على طلب من الشرعية اليمنية. وهدف العملية الرئيس هو الإنسان اليمني، ورفع المعاناة عنه والمساهمة في التخفيف من المأساة التي يعيشها جراء قمع وممارسات المليشيات الحوثية الإيرانية. ويرى خبراء في الشأن اليمني أن تحرير الحديدة يعزز بسط سيطرة الشرعية على التراب الوطني، ويشكل عامل ضغط لجنوح الحوثيين للسلام، والتفاوض بشكل جدي للوصول إلى تسوية سلمية للأزمة.. وقالوا إن القوات اليمنية المشتركة بدعم من تحالف دعم الشرعية وبإسناد من القوات الإماراتية تخوض معركة إنسانية في سبيل تحرير اليمنيين من المليشيات الحوثية الإيرانية.. ويعرف العالم حقيقة استغلال الحوثيين لميناء الحديدة، وحصار سكان المدينة وتجويعهم، وكان من اللازم القيام بهذه الخطوة التي ترفع الظلم عن أبناء الحديدة. يذكر أن سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة ألحقت أضرارًا بالغة في الاقتصاد اليمني وأدت إلى حصار جائر على اليمنيين، كون الميناء يؤمن بالوضع الطبيعي 70% من احتياجات اليمن. ومن ثم فإن الحملة العسكرية في الحديدة ستسهل دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية بمشاركة دولية للتخفيف عن أبناء الحديدة جراء الحصار الذي فرضه الحوثيون على المحافظة. ويقول المراقبون إن رهان المليشيات على كسر إرادة شعب اليمن من خلال الحصار والتجويع رهان خاسر، وتحرير الحديدة سيخفف بشكل مباشر من ممارسات تجويع الشعب اليمني، فقوافل المساعدات ستتدفق إلى الحديدة لإعادة الحياة للمدينة، بعد ثلاث سنوات من التجويع والحصار الحوثي. تهدف العملية العسكرية في الحديدة إلى: 1. تهيئة الظروف للبدء بعملية سياسية من خلال تغيير الواقع على الأرض 2. إيقاف التدخل الإيراني الهادف لزعزعة استقرار المنطقة 3. تطهير ميناء الحديدة من سيطرة الحوثيين 4. قطع شريان الإرهاب الإيراني بتهريب الأسلحة للمليشيات. أبرز ملامح المشهد العسكري: * القوات المشاركة في العملية تسير وفق مخطط مدروس لضمان تفادي أي خسائر بين المدنيين. * الحوثيون استخدموا الألغام بشكل عشوائي، في ممارسات غير أخلاقية. * القوات لديها القدرة لإنهاء العملية بشكل خاطف، لكن الأولوية لحماية المدنيين والمنشآت الحيوية والمرافق العامة. * القوات المشتركة تعمل بشكل استراتيجي يحقق الأهداف العسكرية ويجنب المدنيين ويلات الحروب. * قطع أيادي إيران التخريبية عبر منعها من تهريب الأسلحة، يسهم في تعزيز استقرار المنطقة، وضمان حركة الملاحة البحرية. * العملية العسكرية أداة رئيسة لتجفيف منابع تمويل الحوثيين، عبر منعهم من المتاجرة بغذاء ودواء اليمنيين في السوق السوداء.