عندما تلتقي إرادة الشباب مع بعضها البعض، فلا يمكنك أن تضع حداً للطموحات والآمال، ولا يمكنك أن تضع سقفاً للأهداف السامية، فإن كانت تلك القيادات تُمثِّل بلدين طموحين مثل السعودية والإمارات، تجمع بينهما العديد من العوامل المشتركة والوئام السياسي، ويرتبطان مع بعضهما البعض بالعديد من أواصر المحبة والألفة والمودة، ولديهما رؤية مشتركة مميزة تسعى للتنمية والرخاء لشعوبهما، وتهدف لتحقيق اقتصاد تنافسي متنوع يقوم على الابتكار والمعرفة، فمن الطبيعي أن ترى يوماً بعد يوم الشواهد والأدلة التي تؤكد عزم قيادة هذين البلدين لتعزيز وترسيخ العلاقة فيما بينهما. ولذلك قامت قيادة البلدين مؤخراً بالتوقيع على تأسيس المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي ليساهم في وضع خطط للتعاون بين الدولتين في مجالات مشتركة ومتنوعة من أجل تكامل اقتصادي وتنموي وعسكري، وهو خطوة لمتانة التحالف العظيم بين السعودية والإمارات، هذه العلاقة النوعية والتي قام مجلس التنسيق بتشكيلها بين دولتين خليجيتين كالسعودية والإمارات، من شأنها أن تُعزِّز منظومة مجلس التعاون الخليجي، وتبرز المكانة الرفيعة لهذين البلدين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والاقتصادية، كما أنها تستبق الأحداث وتحبط المخططات وتقضي على الدسائس وتفضح الشائعات، وكل ذلك بفعل القواعد والضوابط والتي تم تأسيس المجلس على أساسها، والتي تقوم على الروابط الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية بين الدولتين. المجلس التنسيقي الذي تم الإعلان عنه يُساهم في إيجاد نموذج استثنائي للتعاون بين الدول وتكوين شركات إستراتيجية مختلفة، تشمل عددا من مذكرات التفاهم المختلفة، التي تهدف إلى بناء علاقات شراكة وتكامل، وإطلاق مبادرات ومشاريع حيوية في مجالاتٍ عدَّة، تتضمن تطوير القدرات البشرية وتنمية مهاراتها، وتبادل المعرفة والخبرات والمعلومات والدراسات. بالإضافة إلى التعاون والتكامل الأمني، والصناعات والمشتريات العسكرية، والتعاون والتكامل السياسي، والنفط والغاز والبتروكيماويات، والطاقة المتجددة، والشراكات الخارجية والإنتاج والصناعة، والسياحة والتراث الوطني، والتعليم العام والفني والعالي والتعاون البحثي، والشباب وريادة الأعمال، والتطوير الحكومي والخدمات الحكومية، والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة، والبنية التحتية، والأسواق المالية. إنها شراكة فريدة من نوعها، وتكامل شامل، وتكتل اقتصادي وسياسي جاء في الوقت المناسب لمواجهة ما يحيط بالمنطقة من مخاطرٍ دولية، ومتغيرات سياسية واقتصادية، ومن جهةٍ أخرى، فإن هذا التنسيق سيكون داعماً لجهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، فالسعودية والإمارات من أهم جبهات مكافحة الإرهاب في المنطقة، ولها باع طويل وخبرة متميزة في كشف الجماعات المتطرفة والتنظيمات المدعومة من الدول المارقة، وفي مقدمتها إيران، كما أن مثل هذا المجلس من شأنه أن يساهم أيضاً في خلق المزيد من فرص العمل، مما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي بين البلدين. في الاتحاد قوة، وفي التقارب والتواصل فوائد عدة، وفي التنسيق والتكامل إيجابيات كثيرة، من شأنها أن تردع كل مَن يُحاول المساس بأمن وسلامة هذه الدول، كما تساهم في تطويرها وتنميتها لتكون لها مكانة في مصاف الدول المتقدمة.