أقسم الاشتراكي الإسباني بيدرو سانشيز اليمين السبت بصفته رئيسًا لحكومة لا يزال يتعين عليه تشكيلها، بعدما أطاح المحافظ ماريانو راخوي من خلال التصويت على حجب الثقة في البرلمان.. ونجح الاشتراكي بيدرو سانشيز الذي مني بهزيمة في الانتخابات الأخيرة، ثم فُصل من حزبه قبل أن يستعيد زمام الأمور، في مغامرته الأخيرة في الوصول إلى سدة الحكم في إسبانيا. لا بد أن الأستاذ السابق لمادة الاقتصاد البالغ من العمر 46 عامًا، الذي يحمل لقب «الرجل الوسيم» (غوابو) في إسبانيا آمن أنه على موعد مع التاريخ هذه المرة، فتصدر الساحة فور إدانة الحزب الشعبي، بزعامة رئيس الحكومة ماريانو راخوي، في قضية فساد كبرى، «نكتب صفحة جديدة في تاريخ الديمقراطية في بلادنا»، قال سانشيز صباح الجمعة مرتديًا بزة قاتمة أنيقة كعادته، قبل أن يتبنى البرلمان مذكرة حجب الثقة عن راخوي ويمنحه ثقته لقيادة الحكومة. ولقد اضطر سانشيز الذي لم يعد نائبًا وبالتالي لا يمكنه اعتلاء منبر البرلمان، ولا يشغل حزبه سوى 84 مقعدا، للتحالف مع بوديموس والانفصاليين الكاتالونيين والقوميين الباسكيين، لإطاحة ماريانو راخوي.. وهي أكثرية قد تكون غير مستقرة وتختصر مدة وجوده في قصر مونكلوا.. نشأ سانشيز المولود في 29 فبراير 1972 في مدريد في عائلة ميسورة، فوالده رجل أعمال وأمه موظفة.. درس الاقتصاد في العاصمة الإسبانية ثم حصل على الإجازة في الاقتصاد السياسي من جامعة بروكسل الحرة. أصبح سانشيز الذي انتخب عضوا في مجلس بلدية مدريد من 2004 إلى 2009، نائبا في 2009 بعد استقالة صاحب المقعد، ثم عرف صعودا مدويا. وفي 2014، وصل إلى رئاسة الحزب الاشتراكي الذي أضعفته أول انتخابات تمهيدية في تاريخه، وحل وراء راخوي في انتخابات ديسمبر 2015. وفي سياق الشلل السياسي الذي تلى ذلك، حاول من دون نجاح تشكيل حكومة بدعم من سيودادانوس وبوديموس.أجريت انتخابات جديدة في يونيو 2016، وتراجع الحزب الاشتراكي من جديد، مسجلا أسوأ نتيجة منذ إحلال الديمقراطية في 1977. عندئذ فصلت قيادة الحزب سانشيز وحملته مسؤولية الفشل.. لكنه عاد من الباب الواسع في مايو 2017، بعدما قام بحملة بالسيارة في كل أنحاء إسبانيا لرص صفوف الناشطين، الذين سيصوتون من أجل إعادته إلى رئاسة الحزب. وبعد تقربه من راخوي في الأشهر الأخيرة حول مسألة استقلال كاتالونيا، سيبقى سانشيز في نظر الحزب الشعبي الشخص الذي أسقط رئيس حكومة صمد أمام أزمات كثيرة.. وقال فرناندو مارتينيز- مايو، منسق الحزب المحافظ، إن «بيدرو سانشيز سيذكره التاريخ بصفته يهوذا السياسة الإسبانية»، إذ وصفه راخوي بأنه «مستعد من أجل تلبية طموحه الشخصي. للتحالف مع أي كان مهما كان الثمن».