لم يعلم المواطن محمد علي حُمّدي الذي ظل يستعين ب«بسطة المساويك» المجاورة للمسجد النبوي الشريف بالمدينة، على كسب قوته يومه خلال الأشهر الخمسة الماضية، بأن توجه الأضواء نحوه بسبب تغريدة ابنته. القصة تعود عندما غردت ابنته الكبرى «أمجاد» المرافقة لزوجها المبتعث في الخارج، بكلمات بسيطة دعت من خلالها صديقاتها المتابعات لحسابها الشخصي الذي لا يتجاوز عدد متابعيه 200 مستخدم، حيث قالت: «نفسي أساعد أبوي في كل شيء بس ما بيدي حاجة، عنده بسطة مساويك جنب الحرم اللي يروح ويشوفوا يشتري من عنده لو مسواك واحد ما تعرفوا قد أيش راح ينبسط». كان لتلك الكلمات صدى واسع بين متابعي المنصة الاجتماعية لتصل عدد إعادة التغريدة خلال ساعات قليلة فقط إلى أكثر من 27 ألف ريتويت. وفي لقاء مع «المدينة» أبدى المواطن اعتزازه بموقف ابنته الذي وصفه ب»النبيل» وقال: حاولت الاستعانة بالبسطة لأتكسب ولو بالقليل لمواجهة الأعباء التي أرهقت كاهلي خصوصاً أن لدي 5 أبناء أمجاد أكبرهم وحاولت بعد تقاعدي من الخدمة العمل بالقطاع الخاص، ولكن بسبب إصابة زوجتي بالسرطان والمراجعات المتكررة للمستشفيات لم أتمكن من الالتزام بتلك الأعمال واتجهت إلى العمل الحر من خلال هذه البسطة التي منحتني ترخيصها بلدية الحرم. وعن التفاعل الكبير مع التغريدة قال: جاء الأمر مصادفة وكانت أمجاد تبحث عن طريقة تدعم فيها أباها الذي يعمل 18 ساعة يومياً وكتبت تلك الكلمات البسيطة بالرغم من مرافقتها لزوجها المُبتعث بالخارج. ولم أعلم بالتغريدة إلا بعد عودتي إلى المنزل في نهاية تلك الليلة بعد أن انتشرت التغريدة. وأضاف: إنه سعيد بتفاعل الناس ومساندتهم له داعياً بأن يتوجهوا له بالدعاء إلى الله عزوجل، وقال: بفضل الله نعيش متعففين وأفخر بعملي في هذه البسطة وأرفض كافة أشكال المساعدة التي جاءت بعد التفاعل، وقد وصلني الكثير من المساعدات والعروض من رجال أعمال وشركات كبرى ولكنني أرفض الأمر نهائياً. وعن أسباب رفضه قال إن هناك الكثير من الجمعيات الخيرية وبعض المحتاجين من هم أكثر استحقاقاً منه، ومن أراد إدخال السرور إلى قلبي فليشترِ مسواكاً من البسطة.