الزائر لمنطقة البلد في جدة هذه الأيام، يسترعي انتباهه انتشار البسطات الرمضانية على الأرصفة وتجمع الكثير من المتسوقين حولها، المشهد سيناريو يتكرر في مثل هذا الوقت من كل عام. «عكاظ» تجولت في منطقة البلد وسط جدة للوقوف على آخر استعدادات أصحاب البسطات لاستقبال المتسوقين خلال الشهر، وللوقوف على نوعية السلع والبضائع التي يسوقونهاوالمشكلات التي تعترضهم. بسطة عطور خالد بازهير الذي اتخذ بسطته من العطور إلى جوار أحد المحال التجارية في منطقة البلد في جدة، يقول: بسطتي أعددت لها رأس مال بسيط، وفي رمضان من كل عام أحصل على تصريح من الأمانة للعمل عليها وأنتظر رزقي, فأنا حارس أمن براتب 1800 ريال، ولدي زوجة وأربعة أبناء والراتب بالكاد يفي بالتزاماتي، استقطع ثلثه لإيجار المنزل، ولذلك لجأت لتوفير مبلغ بسيط لأشتري به هذه العطور حتى أبسطها على الرصيف لتحسين دخلي، والعمل ليس عيبا إنما العيب أن تمد يدك وتنتظر الصدقة. ويصف حاله قائلا: بالرغم من أن هذه البسطة متواضعة، ولا أجني منها سوى ما يسكت جوع أطفالي الأربعة، إلا أنني أجد متعة حقيقية في العمل عليها خصوصا مع أجواء رمضان، ولا أخفيك أنه رغم وجودي بجوار أحد المحال التجارية وفيه كل ما يحتاجه الزبون، إلا أن هناك إقبالا على بسطتي لأنني أبيع بسعر في متناول الجميع. متعة التسوق من جانبهما يقول كل من فرحان سعيد الزهراني وعامر مسعود الشهراني القادمين من خارج جدة، إن البسطات أصبحت توفر كل ما يحتاجه المتسوق، إلى جانب متعة التسوق في منطقة البلد، فنحن كشباب ممنوعين من الدخول للأسواق المخصصة للعوائل، لذلك تجدنا في منطقة البلد نتجول وبشكل يومي حتى أن الحركة تزداد في أواخر شعبان لإقبال الناس على الشراء استعدادا لرمضان والعيد. خير وبركة يقول فيصل محمد الجهنان الذي يعمل على بسطة تضم تشكيلة من النظارات الشمسية والأحذية: صحيح إن العمل شاق، ولكن فيه الخير والبركة، فنحن نبيع بأسعار تنافس المحال الكبيرة، وزبائننا من الشرائح البسيطة، وبصراحة أمانة جدة لم تقصر، فقد وفرت أماكن نستطيع من خلالها البيع والشراء بأريحية. ويضيف: ليس لدي مصدر دخل أو وظيفة ثابتة أعول بها نفسي وأهلي، وإنما أعتمد على هذه البسطة بشكل كلي في توفير قوت أسرتي، وأحيانا أستعد لرمضان بتوفير تشكيلة واسعة من النظارات والأحذية حتى أرضي مختلف الأذواق. أدوات منزلية محمد علي القثمي (53 عاما) يقول: بسطتي تحتوي على أدوات منزلية وكهربائية رأس مالها بسيط وخيرها وفير، وأكثر ما يزعجني كثرة الوافدين والأجانب، فهم لا يتركون مجالا للربح، يبيعون بالخسارة في بعض الأحيان حتى يشعروننا باليأس ونغادر فينفردون بالسوق. محافظ نقود محمد يحيى سلطان (17 عاما) يقول: أستعد لاستقبال رمضان ببسطة عرضها مترين مربعة تحوي محافظ نقود، وهو شهر يعتبر فرصة عظيمة حيث الخير يعم ورغم أنني أعمل يوميا فأنا بالكاد أوفر القليل إذ معظم الدخل يذهب لمصاريف المنزل، ورغم صغر سني إلا أن والدي يعتمد علي في إعالة أربعة إخوة وثلاث بنات ووالدتي. بسطة بناطيل لا يختلف عبد الله سعيد (24 عاما) عن سابقه كثيرا فهو أيضا يعول أسرة مكونة من زوجة وثلاثة أبناء، يقول: كنت أعمل في وظيفة في إحدى الشركات الخاصة، إلا أنني استقلت منها بسبب ضعف راتبها وساعات دوامها الطويل، وقد أشار علي صديق شراء بسطة «بناطيل» استعدادا لرمضان، وبرأس مال لا يتجاوز ال150ريالا، وقناعتي أن العمل الحر أفضل بكثير من الوظيفة. بسطة مساويك أحمد الهاشمي الذي اتخذ من شارع قابل في منطقة البلد مكانا قال: أبيع المساويك بأنواعها وأجلبها من قرى الساحل وتحديدا من الليث ووادي حلي، وكنت حريصا على جلب كميات كبيرة، وأهمها أبو حنش الحار والبارد، فما لا شك فيه أن هذه المساويك تكون مطلوبة طوال رمضان. أدوات مطبخ أنور شيخ (24 عاما) يقول في هذا العام أستعد لرمضان بأدوات المطبخ، فكل أسرة تحتاجها في رمضان، وبضاعتي أوفرها من مصدرها في الصين، وأغلب زبائني من النساء، وأجمع في اليوم ما بين 50 100 ريال، وهو مبلغ يوفر خيارا أفضل من المكوث في المنزل، ووضع يدي على خدي انتظارا لصدقات المحسنين. شروط البسطات من جانبه أوضح مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة أحمد الغامدي، أن هناك شروطا لابد من توفرها في المتقدمين للحصول على ترخيص بسطة مستقلة خلال رمضان، حيث يشترط في المتقدم أن يكون سعوديا، وأن يلتزم بالعمل في البسطة المخصصة، وأن لا يتعدى عمره 30 عاما، مؤكدا على ضرورة الحضور لتقديم أوراقه الشخصية، مع إرفاق صورة الهوية والاطلاع على الأصل للمطابقة وتقديم صورة شهادة صحية للمتقدم بطلب بسطة مواد غذائية مع الإطلاع على الأصل للمتابعة. وأضاف: بالنسبة للنساء يتعين تقديم شهادة صحية للعامل شريطة أن يكون على كفالتها، ويقتصر تقديم الطلب للحصول على بسطة رمضانية على الأرامل والمطلقات فقط، مع إحضار «برنت» من الأحوال المدنية يفيد أنها مطلقة أو أرملة بالإضافة إلى توفر باقي الشروط. وفيما يتعلق بالشروط الواجب توافرها في البسطة، بين الغامدي أن تكون ثابتة، وألا تتسبب في عرقلة السير وحركة المارة، وألا تؤدي إلى مضايقة المحال التجارية والمساكن المجاورة، مع توحيد تصميم البسطات ولونها وترقيمها وتحديد نوع النشاط في كل مبسط، بحيث تشمل الأنشطة المسموح بها في الموقع الواحد، مشددا على أنه سيمنع من مزاولة البيع كل من لا تتوفر فيه الشروط الخاصة بالأنشطة الصحية، ومعاقبة المخالفين حسب لائحة الغرامات والجزاءات البلدية، وسيتم إلزام صاحب البسطة بإغلاق بسطته عند إغلاق السوق. وأكد الغامدي على ضرورة المحافظة على نظافة الموقع والبسطة، وممارسة صاحب الترخيص بنفسه العمل في البسطة التي حصل عليها، وعدم أحقيتة في تأجير البسطة من الباطن، كما أنه لن يسمح لغير السعوديين بمزاولة العمل في البسطات الرمضانية المستقلة، ما عدا من هم على كفالة صاحب البسطة. لافتا أن مساحة البسطة المستقلة للمأكولات يجب ألا تتجاوز عرض مترين و طول 1,5 وارتفاع 1,8 متر، أما دون ذلك فلا يجب أن تتجاوز مساحة البسطة عرض متر × طول متر × ارتفاع 1,8 متر، أما بسطات الحلويات فتكون مساحتها 3 × 3 أمتار، وبالنسبة إلى بسطات الكبدة حسب المساحة المخصص لها في الطبيعة. وأفاد أنه لن يسمح بتوسعة البسطة أو العمل على تمديدها أو إضافة أجزاء خارجية أو استغلال المساحات المحيطة بها لتوفير مساحات للمارة والمترددين على منطقة البلد، محذرا من أنه في حال المخالفة سيتم إشعار صاحب البسطة لمدة 24 ساعة فقط للعمل على إعادة البسطة إلى وضعها الصحيح، وإلا سوف يتم إتلاف البسطة وحرمان صاحبها من التقدم للعام المقبل للحصول على بسطة. وأشار إلى أنه من بين الشروط الأخرى، ألاتتسبب البسطة في تجميع النفايات أو القاذورات حولها، مع تعليق أصل رخصة البسطة في مكان بارز وتوافر جميع وسائل السلامة، وهو ما يتطلب الحصول على موافقة الدفاع المدني.