عندما تتفجر طاقات دولة كبيرة بحجم المملكة العربية السعودية ثق تمامًا أنك أمام مرحلة قادمة لا يستهان بها مطلقًا، أمام مشروع حضاري مُلهم، كل شيء سيتغير وكل ما حلمنا به سيتحقق، كيف لا وقائدنا الطموح هو من قال إن «طموحنا يمتد لعنان السماء»، ولا يكتمل الطموح إلا بقوة إيمانية في إنجازه، كما أنه لا يُعاب التغيير طالما كان فيه التجديد والتطوير وهذا ما نطمح له. لم تكن رؤية السعودية 2030 شعارات رنانة تتسابق عليها شاشات الأخبار أو يتداولها عشاق الحوارات، بل هو مشروع نهضوي جبار وأجزم بأنه سيصنف في المستقبل كأقوى مشروع عالمي تم تنفيذه بدقة متأنية وجودة عالية شكلت نتائجه أبعاداً سياسية وثقافية واجتماعية وتنموية جعلت من المملكة الدولة الاستفهامية في سياسة التغيير الوسطي والمعتدل في مرحلة زمنية قصيرة. ولا ننسى المرأة السعودية التي تشهد حاليًا تحولات حقيقية في حياتها، والفضل يعود إلى رؤية السعودية 2030 والتي أسهمت بقيادة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- فى إعادة التوازن لحياتها والاعتراف باستقلاليتها في مجتمعها على جميع الأصعدة، وعلى أمل في إحقاق حقها فيما تبقى من ذلك. لسنا بحاجة إلى استذكار ما عشناه مسبقًا، فجميعنا يحظى بالذكريات التي شهدت الصحوة حينها سطوة كبيرة في كثير من الأمور العقائدية والفكرية والاجتماعية التي وضعت المجتمع السعودي في عالم معلب وتحديدًا المرأة السعودية التي حُجمت باسم الدين والتقاليد المتوارثة، وليس كل موروث هو صائب النهج. لا عيب في أن نعترف بالخطأ الذي لازلنا نتجرع مرارة نتائجه دون أدنى شك بتطرف ما مضى، ولكن علينا أن نعيد تصحيحه كما يجب إذا أردنا أن نحقق التعايش الوسطي بين المجتمع وأفراده، ونؤمن بوجودية الرأي الآخر واحترام الكينونة الفكرية واختلافها، ونتعلم كيفية سبل التلاقي الذي يساهم في الاحتواء والارتقاء. من يرانا لا يصدق ما نحن عليه في ظل مدة زمنية قصيرة فيها أعيدت الاتجاهات لمسارها السليم. لو لم تستحق المملكة هذه الرفعة والعزة لما وهبها الله هيبة الحكومة وفداء الشعب وعزة الأرض، وأيضًا رؤية استضاءت من فكر شاب طموح قاد العالم أجمع بثقة المتمكن وإيمان المتوكل.