إذا كنا نعترف دوماً أن المرأة هي نصف المجتمع وبؤرة صلاحه وتقدمه، فإن تمكينها بالتالي واجب «ديني» قبل أن يكون وطنياً أو أخلاقياً، على الجميع تحمل مسؤوليته بشكل صريح وواضح من أجل نهضة هذا المجتمع وحرصاً على أجيال المستقبل التي يجب أن تعيش في إطار أمان أسري واستقرار مجتمعي.. بعيداً عن ممارسات الاستلاب العقلي أو المعنوي، وكذلك دون تهميش أو تجاهل. ولأننا في وطن يتجدد بمعاصرة ومشاركة تترسخ يوماً بعد يوم، كان ما حصلت عليه المرأة السعودية في الأعوام الثلاثة الأخيرة مستحقاً بامتياز، ووفق رؤية قيادة تثبت اليوم تلو الآخر، أنها تعمل جاهدة لتحديث أفكار مجتمعها، وتحقق التكافؤ المطلوب بين شرائحها وتياراتها كافة الصانعة للمستقبل وتعزيز خياراتها الوطنية والاستراتيجية نحو تنمية مستدامة لا تفرق بين أبنائها وبناتها وتجعلهم يتحملون المسؤولية كاملة في مرحلة يمكن اعتبارها تأسيساً نهضوياً لمملكتنا الرابعة. ولعل ما حدث من قرارات مجتمعية أخيرة شاملة صاغها فارس التغيير الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومهندسه الرئيس ولي العهد محمد بن سلمان، وفي القلب منها ما يتعلق بتمكين المرأة السعودية قد أعاد رسم صورة مغايرة تماماً لملامح الوجه السعودي الأكثر إشراقاً في السنوات الأخيرة، واختصر مسافات طويلة نحو التقدم وإيجاد ما يمكن وصفه مجتمعاً متكافئاً فاعلاً ومتفاعلاً، ومؤثراً بإيجابية محفزات عمقه الاجتماعي ودعمه الوطني. وهنا لا بدَّ أن نستذكر أن هدف رؤية 2030 الاستراتيجية الأساسي، هو بعث حيوية المجتمع وتجذير طاقاته بعيداً عن أحادية الطرح أو الاعتماد، وفهماً واقعياً لمثلث القوة المجتمعي (الرجل/ المرأة/ الشباب) من حيث تكامليته ووظيفيته لا من حيث تصنيفه النوعي أو المناطقي، وبالتالي كانت المرأة المحطة الرئيسة هدفاً ونتيجة، ومعها الثمرة الشبابية بتدفقها واستعدادها للمساهمة الواعية التي تلغي الاحتكار الفئوي، وخلق تنافسية عامة في كل المستويات للوصول للأكفأ والأجدر كمعيار طموح وعملي عادل. كل القرارات والتصريحات الرسمية، وعلى أعلى المستويات تؤكد الجدية غير المسبوقة في هذا الخيار الذي هو عمق رؤية استراتيجية 2030، ومهندسها محمد بن سلمان، الرجل الذي حمل على عاتقه مهمة الإصلاح ثلاثية الأبعاد من أجل مجتمع حيوي بأبنائه، ووطن طموح بإرادته، واقتصاد مزدهر بمحاوره، وهذه الثلاثية وحدها - كفلسفة عميقة - لا بدَّ أن تنجح لأنها تستنهض جميع مكامن القوة دون أن تستثني أحداً أو عنصراً. وهنا نتوقف قليلاً لنرى التفاعل المجتمعي الفاعل، ليس كمجرد ظاهرة ترحيبية، ولكن كبؤرة تشجيعية خلقت بوتقة انصهارية جديدة للغاية في مجتمعنا السعودي تتسق مع المسار الفعلي للإرادة السياسية العليا، ولا يمكن أبداً إغفالها في هذا الظرف الاستثنائي، ومثلت وحدها جذوة طاقة تمدنا بالأمل والتفاؤل. Your browser does not support the video tag.