في الوقت الذي تكتسب فيه رياضة «التطعيس» المزيد من العشاق يوميا، حيث يجتمعون أسبوعيا في منطقة قريبة من طريق مكة - جدة السريع، ليمارسوا هوايتهم المحببة بين الكثبان الرملية، إلا أن تلك الهواية الشبابية مازالت تقف حائرة أمام غياب التنظيم الرسمي لها، ووسط مطالبات من ممارسيها بتأسيس اتحاد رياضي يحتوي هواة اللعبة، وينظم ممارستها بصورة مقننة وآمنة. «المدينة» زارت المكان الذي اعتاد محبو هذه الرياضة المثيرة على التجمع به، يوم الجمعة من كل أسبوع لممارسة هوايتهم المفضلة، للتعرف على أسرار عشقهم لتلك اللعبة، ومطالبهم بخصوصها. تتسم رياضة التطعيس بالتحدي، حيث تعتمد على استخدام المركبات القوية، رباعية الدفع، في صعود الكثبان الرملية؛ كاختبار لمدى قوة السيارة، ومهارة قائدها.. هذا التعريف هو ما ورد على ألسنة أصحاب السيارات الحاضرة لمباراة التطعيس الساخنة، التي جرت الجمعة الماضي، مؤكدين ما تمثله هذه اللعبة من إثارة، وهو الدافع وراء حبهم لتلك اللعبة. واتفق المشاركون على أن تجمعهم، وتنظيمهم لأي مناسبة تتعلق بلعبتهم المفضلة، تأتي باجتهادات شخصية منهم، ودون تنظيم رسمي، مؤكدين أن حرصهم على الحضور الأسبوعي، هو فقط الذي يجمعهم في هذا المكان، مطالبين بتدخل هيئتي الرياضة، والترفيه؛ للعمل على تأسيس اتحاد يكون مظلة يمارس تحتها الشباب هوايتهم المفضلة، بدلا من ممارستها العشوائية الحالية، بحيث تكون أكثر سلامة وانضباطا وتوافرا للخدمات من إسعاف ودفاع مدني، في الأماكن التي ستخصص حينها للعبة. وأكد الشباب أحمد العنزي، وعبدالرحمن الفهمي، وعبدالله القارحي، حرصهم على الحضور كل يوم جمعة للمشاركة والاستمتاع بالأجواء الصحراوية، وممارسة هوياتهم المفضلة بالتطعيس فوق الكثبان الرملية، مؤكدين أن شعبية اللعبة لم تشفع لها لكي تحظى بالاهتمام والتنظيم الكافيين. ولفت الشباب محمد الحربي، ورزقان العتيبي، ومنيف الدعدي، إلى ضرورة تنظيم الإقبال على هذه الرياضة، وتطوير وتنظيم المسابقات والدوريات الخاصة فيها. وكشف الشباب عن أن السيارات الموجودة في هذا الموقع تم تعديها وتزيينها بمبالغ باهظة، من أجل ممارسة هواية وفن التطعيس، واستعراض مهاراتهم أمام الحضور من المشاهدين، والمشجعين، موضحين أن افتقار الهواية إلى الرعاية والاهتمام؛ جعل ممارستها أشبه بالعشوائية، دون وجود وسائل السلامة من دفاع المدني والهلال الأحمر، وفي كثير من الأحيان تتعرض بعض المركبات إلى التصادم ولا تجد من يسعفها أو يقدم الإسعافات الأولية للمصابين حيث يتم نقلهم عبر المركبات الخاصة. وأوضح الشباب ماجد الزهراني، ومنصور الهذلي، وفارس الرويس، أن هواية التطعيس لها فوائد عديدة منها تدريب المركبات على التحمل واكتشاف الصحاري وطبيعتها الجغرافية وروح التحدي بين الشباب عبر تنسيم الإطارات تفاديا لوقوع حالات غرز في الرمال.