لقد مضت سنوات عديدة منذ أن زرت القاهرة، ولقد أراد لي الله أن أعاودَ الزيارة خلال هذه الأيام، وكم كانت فرحتي حيث وجدت معاملة أهلها الطيبة، ولا يستطيع أحد أن ينكر طيبة وبشاشة وكرم الإخوة المصريين على مر العصور، ولكني وجدتهم خلال هذه الزيارة أكثر مما كانوا يتصفون به من قبل. ولقد تفاجأت من مشاهدة أكثر السيدات والفتيات موظفات وطالبات صغيرات وكبيرات، إما مترجلات أو قائدات لسياراتهن، وهن يرتدين الحجاب، كل منهن تسير إلى مبتغاها بأدب ووقار، وما أجمل ما أسعدني حيث التقيت أكثر من سيدة وفتاة هن معارف وصديقات صديقاتي وقريباتي بمختلف الأعمار والثقافات والمهن، بأحاديث ودية حول مجتمعهن ومجتمعي، ووجدت أنه بالرغم مما تمر به بعضهن من ظروف معيشية صعبة، إلا أنهن أكدن أن مصر وأهل مصر بألف خير. وبعد كل ما شاهدت وسمعت، أخذني الحماس، وأنا أتنزه بأحد المنتزهات الجميلة الرائعة على ضفاف النيل، فحدثت نفسي وقلت: «عمار يا مصر؛ بلد جميل، وأناس طيبون، حماك الله يا مصر، وصرف عنك الفتن الدخيلة.. الله وحده يعلم بمن يريد لك السوء، وهو القادر على نصرك وحمايتك».