تعد ظاهرة (البويات) أو ما يعرف ب (المسترجلات) الأكثر ظهوراً في المجتمعات الخليجية، والمشكلة ظهرت بعد ضخ الإعلام الهابط من المسلسلات وقيام الممثلات بأدوار البويات .. ولأهمية دراسة هذه الظاهرة ومعرفة بداياتها وكيف انتشرت كان لنا هذا الحوار مع المرشدة الطلابية لإحدى المدارس المتوسطة والتي رمزت لاسمها ب (ه . خ) فإلى مضابط الحوار : * هل يمكن أن تحدثيني عن ظاهرة "البويات" وما مدى معاناتكن معهن؟ - إنها مشكلة استفحلت في مدارس البنات بشكل واضح وهي تقمص شخصية ذكورية بالشكل والملبس والحركات حتى بالاسم وهكذا.. كنا سابقاً نشاهد بعض الحركات ونراقب الطالبات ونعالج المشكلة ولكن بعد مسلسل (عديل الروح) الذي قامت ببطولته الفنانة "شجون البوية" انقلب الوضع.. وهنا تقبل الأهل والمجتمع هذه الظاهرة بقص الشعر والملابس المسترجلة. * لماذا هذا التحول عند الفتيات من هذا النوع؟ - القنوات والدلال الزائد والحرية ثلاثة عوامل ساعدت على تحول الفتيات. * ما مدى معاناتكن معهن من الناحية التربوية والأخلاقية؟ - معاناتنا معهن كبيرة لعدم مساعدة الأهل لنا، والإعلام الهابط الذي دمر أفكارهن وتوجهاتهن وتحميل المعلمة مهام كثيرة، فيجب أن يكون هناك معلمة دين فقط مسؤولة عن المصلى وتوعية الطالبات وتوجيههن، ومرشدة طلابية للإرشاد والنصح والمتابعة بين الأهل والطالبات والإدارة بالمدرسة والوزارة لكي تعرف المشاكل المدرسية ومدى خطورتها وتكون لها دراسة شامله مستفيضة، وأن تكون هناك حارسة أمن للمدرسة تبحث في كل أركان المدرسة وتتابع حركاتهن ليمنع تطور وإعجاب الفتيات، والتقيد بالأنظمة المدرسية والتربوية. * ما البرامج التي تتبعونها لمعالجة هذه الظاهرة؟ - توعية الطالبات والاجتماع مع الأهل وتوزيع مطويات وكتب وأشرطة دينية والاجتماع مع (البوية) وتوجيهها ونصحها الدائم. * منذ متى تبدأ الحالة تتشكل عند الفتاة؟ - بالحركات.. وهي تتشكل منذ المتوسطة للفتيات اللاتي يكون الأهل حريصين بعض الشيء على بناتهن ولكن لغياب الوعي والنصح نكتشفها من حركاتها. والفتيات اللاتي لهن الحرية والدلال من المتوسطة قصة غريبة للشعر وربطات باليد وحذاء ولادي والأهم نظرات الإعجاب وأحياناً تكون الفتاة لا تفهم شيئاً، فقط تريد لفت النظر الى قصتها ولبسها. أما البعض وهو الأخطر تكون حركاتهن وملابسهن وغير ذلك من أفعال البويات والغيرة على فتاتها من نظرات البويات. * ما هي الأسباب في نظرك؟ - أولاً والأهم هو الوازع الديني وبعد ذلك الإعلام وتجاهل المسؤولين عن خطورة الظاهرة وغياب دور الأهل، وكذلك رمي المسؤولية من الأب على الأم والأم تحمل المسؤولية على المدرسة والمدرسة تحمل المسؤولية على الطالبات.. والسكوت ساعد على انتشار هذه الظاهرة وغياب الوازع الديني وكذلك دور المربى بالمدارس، وأئمة المساجد لم يكن لهم دور بالمحاضرات ليوجهوا الآباء. * هل هناك حملات توعية من قبل المتخصصات؟ - توجد حملات ولكن ينقصها المتابعة والاطلاع. * هل هي حالة نفسية أم عوامل اجتماعية أدت إلى هذه الحالة؟ - لا أقدر أن أقول لك إلا أن الفتيات فقط مقلدات، البداية بالتقليد والإعجاب بالممثلة وبعد أن تكبر الظاهرة بالثانوي والجامعة تطورها البيئة التي احتضنت الظاهرة. * ما هي انعكاساتها على الحياة الفردية والاجتماعية داخل المجتمع؟ - إن الظاهرة رغم أنني أواجه بداياتها ولكن لها تأثير وسمومها تفتك بالطالبات فهي تبعدهن كل البُعد عن الدين والأخلاق والعادات الطيبة التي يجب أن يتصفن بها، وماذا سينتظر مجتمع هكذا تتربى بناته "أمهات المستقبل"؟! وماذا سيكون التعامل مع مجتمع قبل بانحلال الفتيات اللاتي هن معلمات ومربيات الأجيال القادمة؟. * هل هذه الفئة (البويات) هي نتيجة تربية خاطئة من قِبل الأسرة؟ - قد تكون عدم الرقابة والاهتمام وقد يكون خلل في شخصية الفتاة نفسها وأيضاً قد يكون محاولة للفت الانتباه فقط. * هل هي نتيجة تربية البنت مع الذكور؟ - لا أعتقد ذلك إلا إذا الأهل ساعدوا على احتضان هذه الظاهرة، وعندنا في المدرسة طالبات وحيدات بين ستة أولاد أو ثمانية وهن في قمة الأدب والأخلاق. * هل هذه الظاهرة نتيجة لقلة الوازع الديني في المجتمع؟ - بالطبع للدين دور كبير جداً في التربية والأخلاق. * لماذا ظهرت هذه الحالات في السنوات الأخيرة ولم تكن في السابق وهل لها علاقة بالمتغيرات الاجتماعية؟ - إنني أعتقد أن الظاهرة أولاً وأخيراً من الإعلام الذي سمم أفكار الفتيات وغيَّر توجهاتهن، والتقليد بين الفتيات وضعف الشخصية التي تتوارى خلف اللبس والحركات لترى نظرات الإعجاب من البنات، وزاد من انتشار الظاهرة (البوية) توفر الملابس المسترجلة للفتيات فصار هناك جنس ثالث لا نقدر أن نقول له (بنت أو ولد) من الملابس والأساور وغير ذلك. والعلاقة بين المجتمع والفرد علاقة قوية والبيئة تتحكم لأنها تحضن الفرد لتنتج مجتمعاً، والإعلام هو الغذاء والفيتامين للفرد وحسب نوع الغذاء والفيتامين تكون بنية الفرد وهيكل المجتمع. * هل لهذه الحالة سن محدود وتتغير بعدها الفتاة؟ - حسب وضع الفتاة وأنا ناقشت بعض المرشدات بالثانوي ووضحن لي أن بعض الفتيات بعد توعية الأهل والتواصل معهن وتوجيه الفتاة تتحسن وتترك هذه الظاهرة. * كيف تتحاورين مع البوية وما مدى تقبلها لتوجيهاتك؟ - إنهن لا يتدخلن بشأن أحد فقط البوية مشغولة بالفتاة الناعمة التي معها أو ما يطلقن عليها (الليدي) وعندما أسألها عن خطورة ما تعمل تقول "إحنا ما نضر أحد بشيء ولا أحد له شغل فينا إنها حرية شخصية!".. وعندما اسأل (البوية) هل أهلك عندهم علم في ما تعملين؟.. تقول "أهلي يشوفونني وأنا ألبس وما يقدرون أن يتكلموا كل واحد حر في ملبسه".. وتضيف أن كل ظاهرة جديدة تُرفض وبعد ذلك يتقبلها المجتمع، وأهلي أكيد لا يعلمون بتصرفاتنا فقط يشوفونها أنها صديقة ناعمة. * ما أصعب موقف واجهتينه مع الفتاة (البوية)؟ - في المرحلة الإعدادية تعرضت إحدى الطالبات لموقف مع إحدى (البويات) عندما كانت متوجهة إلى الحمام فكانت البوية واقفة عند الباب وقامت باعتراض طريقها واسمعتها كلاماً غزلياً محاولة في ذات الوقت لمس أجزاء حساسة من جسم الفتاه فأحست الفتاة بالخوف ودخلت الحمام بسرعة وأغلقت عليها الباب خوفاً من دخول البوية وراءها، وبعد ذلك خرجت بسرعة شديدة راكضةً إلى صديقاتها لتخبرهن بما حدث وأقسمت ألا تدخل الحمام مرة أخرى وقامت زميلاتها بإبلاغ الإدارة، وعند مواجهة البوية أخذت تتوعد وتهدد وأنا والإدارة وقفنا أمام قضية اغتصاب وفي مدرسة. * هل الموضوع غزل بين فتاة (بوية) وفتاة ناعمة فقط أم أن الظاهرة أكبر من ذلك؟ - وتخبرنا ( ه. خ ) بأن إحدى الطالبات ابلغتنا عندما شاهدت معركة ضارية بين (بويتين) وكانت هذه المعركة من أجل فتاة تبارين على اكتساب ودها ومن أجل إثبات ذلك الحب أمام تلك الفتاة دارت تلك المعركة حتى تتمكن تلك الجميلة من اختيار البوية الأقوى لتكون رفيقة دربها وعندما حضرت أنا والمديرة كانت المصيبة الأكبر تغير كلام المتخاصمات وأن القضية هي أن هذه تكلمت عليَّ وأنا رددت عليها، والطالبات المتفرجات رفضن الإدلاء بأي شيء. وقالت المرشدة إننا لن نستطيع مواجهة هذه الظاهرة إلا بمساعدة الأهل والمجتمع ومواجهة أو منع القنوات الهابطة. * ما نظرة الدين لهذه الظاهرة؟ - ثبت في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال". (رواه البخاري)، واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً قال: "لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء".. رواه البخاري.. والمترجلات من النساء يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في زيهم وهيئتهم فأما في العلم والرأي فمحمود. وعن سالم بن عبدالله عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، و الديوث" (رواه النسائي)، وفي رواية الإمام أحمد: لا يدخلون الجنة.. وفي رواية أخرى زاد تعريف المترجلة في قوله: والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال. * ختاماً ما هي الحلول المقترحة للتصدي لهذه الظاهرة في نظرك؟ - أولاً: نشر الوعي عبر وسائل الإعلام بكافة أنواعه وإقامة الخطب والمحاضرات الدينية التي توضح شناعة هذا السلوك. - ثانياً: تشديد الرقابة في المدارس والجامعات ومعاقبة أية فتاة يصدر منها أي تصرف شاذ. - ثالثاً: يتم إبلاغ أسرة (البوية) ومناقشة حالتها مع الإرشاد الطلابي. - رابعاً: منع (البويات) من الأسواق والحدائق لأن ذلك يؤدي إلى الإعجاب بهن وتقليدهن. - خامساً: التعزير الجلد غير المبرح لأنه كبيرة من كبائر الذنوب. * كلمة أخيرة؟ - أدعو الله أن يهدي الجميع ويردهم مرد الصالحين.