عرفت الحضارة الإنسانية التدريس كونه مهنة منذ أقدم العصور، وكانت هذه المهنة من أشرف المهن على الإطلاق، وكون المدرس صاحب مهنة ورسالة فقد عنى ذلك التزامه بأخلاقيات مهنته ورسالته السامية. وتحتل شخصية المعلم وثقافته درجة كبيرة من الأهمية من حيث السمو الأخلاقي والتأهل الأكاديمي والتدريبي، وقد كان أنبياء الله عليهم السلام معلمين، بل كانوا معلمي المعلمين، حيث تخرج على يدي كل منهم أجيال من المعلمين الذين دافعوا عن الرسالة التي بلغوها وأسهموا بنشرها في حياتهم. ويرتكز إعداد المعلم المعاصر على الجانب المهني الذي يتطلب الإعداد الأكاديمي والثقافي العام. وثمة حقيقة واضحة وهي أن إعداد المعلم شرط أساس لنجاح العملية التربوية والتعليمية وهذا ما قرره (جون ديوي) بألا يمارس أي إنسان هذه المهنة (مهنة التعليم) إلا إذا قدم الدليل على كفاءته وحصل على التراخيص والشهادات التي تؤهله وتعده لممارسة هذه المهنة. وقد أصبحت مهنة التعليم والمنهج الذي يدرس في أي بلد ما عنوانًا وميزانًا يقاس به نشاط المجتمع بل والأمم عامة، وارتبطت العملية التعليمية والتربوية ارتباطًا وثيقًا بأمرين مهمين هما: التقنيات الحديثة والعلاقة الصحية بين المعلم وتلميذه. وللوصول إلى الهدف الأسمى الذي تسعى إليه المؤسسات التعليمية عامة فإنه يجب أن نلقي الضوء على بعض التوصيات التي تنشط العملية التعليمية والتربوية وتزيد من فعاليتها ومنها: تطوير وتعديل أساليب التدريس، وإعادة تنظيم محتوى المقرر الدراسي، بالإضافة والتعديل والحذف، والتطوير في الأهداف التربوية لتصبح أكثر واقعية وبالتالي أكثر قابلية للتحقيق، كذلك إعداد دورات تدريبية للمعلمين أثناء الخدمة لرفع مستواهم العلمي والمهني، وإعادة النظر في العلاقات الإدارية وإعادة تنظيمها وترتيبها، وإعادة طبع الكتاب المدرسي بطريقة تتناسب مع المعايير الحديثة للكتب المدرسية، وتوفير التقنيات التربوية الحديثة اللازمة لذلك، وقد خطت العملية التعليمية في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها خطوات مهمة للوصول إلى ما يصبو إليه المسؤولون عن شؤون التعليم، وأخذوا بكثير من هذه التوصيات ليصلوا بالعملية التعليمية إلى المرجو منها في تحقيق التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وبذلك يؤدي التعليم هدفه السامي في المجتمع.