نوف بنت عبدالرحمن: "طموحنا كجبل طويق".. وسنأخذ المعاقين للقمة    حكومة نتنياهو تناقش التسوية.. و20 غارة إسرائيلية على بيروت    يايسله يطلب تعاقدات شتوية في الأهلي    موعد مباراة النصر القادمة بعد الفوز على الغرافة    العراق يشهد اجتماعًا ثلاثيًا حول أهمية الحفاظ على استقرار وتوازن أسواق البترول العالمية    مجلس الوزراء يقر ميزانية 2025 ب 1.184 تريليون ريال    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقر الميزانية العامة للدولة لعام 2025    التعليم تسلط الضوء على تمكين الموهوبين في المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع    تنفيذ 248 زيارة ميدانية على المباني تحت الإنشاء بالظهران    مسؤول إسرائيلي: سنقبل ب«هدنة» في لبنان وليس إنهاء الحرب    السجن والغرامة ل 6 مواطنين.. استخدموا وروجوا أوراقاً نقدية مقلدة    السعودية تتصدر العالم بأكبر تجمع غذائي من نوعه في موسوعة غينيس    هيئة الموسيقى تنظّم أسبوع الرياض الموسيقي لأول مرة في السعودية    الجدعان ل"الرياض":40% من "التوائم الملتصقة" يشتركون في الجهاز الهضمي    بوريل يطالب إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان    مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة يحصد 4 جوائز للتميز في الارتقاء بتجربة المريض من مؤتمر تجربة المريض وورشة عمل مجلس الضمان الصحي    ترمب يستعد لإبعاد «المتحولين جنسيا» عن الجيش    «الإحصاء»: الرياض الأعلى استهلاكاً للطاقة الكهربائية للقطاع السكني بنسبة 28.1 %    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    الطائرة الإغاثية السعودية ال 24 تصل إلى لبنان    سجن سعد الصغير 3 سنوات    حرفية سعودية    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    فصل التوائم.. أطفال سفراء    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    خسارة الهلال وانتعاش الدوري    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    ألوان الطيف    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    حكايات تُروى لإرث يبقى    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مجرد تجارب.. شخصية..!!    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ب"حساب المواطن" والدعم الإضافي لعام كامل    التظاهر بإمتلاك العادات    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تربويون يقدمون رؤيتهم لتطوير المناهج الدراسية
اليوم ترصد آراءهم:
نشر في اليوم يوم 17 - 01 - 2004

يزداد الحديث وتكثر الرؤى حول تطوير التعليم سواء في المملكة او دول مجلس التعاون الخليجي من اجل مواكبة العصر والابتعاد عن الطرق التقليدية والتنظيرية التي يسير عليها التعليم في الوقت الراهن.
فالدولة تنفق الكثير على التربية والتعليم لكن المناهج وطرق التدريس والجداول المدرسية تسير في نمط غير مرض للتربويين (اليوم) رصدت آراء مجموعة من التربويين والتربويات الذين امضوا سنوات طويلة في العمل التربوي والتعليمي داخل الميدان لتضع الآراء والمقترحات لمن اوكلت لهم دراسة المشاريع التطويرية في التعليم فماذا قال ضيوفنا؟
التطوير سنة الحياة
في البداية يقول مدير ادارة الاشراف التربوي بتعليم الشرقية علي بسان الزهراني التطوير سنة في الحياة في شتى المجالات والدعوة الى تطوير المنهاج القائم لايعني القصور فيه لكن يجب ان يقوم هذا المنهاج بعد المدة الزمنية الطويلة التي طبق فيها وان ينظر الى سلبياته وايجابياته.. مثلا في اللغة العربية التي هي لسان القرآن الكريم وبيان اعجازه ووسيلة التعبير في التشريع.. والجمود فيها ومنهاجها وفي سبل تعلمها لايقل عن خطر الجمود في الحياة اذ لابد من فتح باب الاجتهاد للتقويم الموضوعي الداعي الى تطوير لغتنا مع المحافظة على مقوماتها واصالتها وقدسيتها من جهة والانسجام مع قدرات التلاميذ وتلبية حاجاتهم من جهة اخرى.. وما يطمئننا هو ان القائمين على التطوير علماء افاضل مدركون لمسؤوليتهم امام الله ثم ولاة الامر حفظهم الله ثم الاجيال المتعاقبة من ابناء وطننا المعطاء.
ويعتبر علي بسان المعلم هو الركن الاساس في العملية التعليمية يقول نقدر لوزارة التربية والتعليم سعيها الحثيث لتطويره, ومشروع اختبار الكفايات الاساسية للمعلمين شاهد على ذلك وان كنت ارى ان يكون هناك اختبار قبلي اي قبل التحاق المعلم بكليات التربية او اعداد المعلمين, مشتملا عددا من المهارات لعل اهمها: الاملاء والخط والقراءة والشخصية كما ارى انه لايجب ان يمكن الجامعي غير التربوي من التدريس الا بعد الالتحاق بدورة تربوية لمدة شهرين في احدى الكليات التربوية الجامعية او المعلمين كما اقترح الاستفادة من نتائج اختبار الكفايات للمعلمين والاسراع في وضع البرامج التدريبية التي يحتاجها المعلم وفق هذه النتائج بالمناسبة كثير من المعلمين يتساءل وماذا بعد الاختبار؟
لا حراك للتطور
اما مساعد رئيس قسم الاشراف التربوي بتعليم الشرقية (بنين) فائق سليمان المعجل فاوضح ان المناهج ثابتة خلال الفترة السابقة من حدوث التطور والقفزات العلمية الكبيرة ومناهجنا لاحراك فيها لمواكبة هذا التطور الملحوظ.. يضيف: لذا ارى ان تكون هناك مناهج تتناسب مع الواقع العلمي والاقتصادي المتطور الذي تمر به المملكة كفتح تخصصات في المرحلة الثانوية تخدم حاجات المجتمع اضافة لتوظيف التقنيات الحديثة في المناهج. اما طرق التدريس واختيار المعلمين فيرى المعجل ان تنطلق من كليات اعداد المعلمين وتسليحهم بالطرق الحديثة للتدريس واستخدام التقنيات الحديثة مثل الحاسب الآلي ليتخرج المعلم قادرا على اداء رسالة التعليم ولتواصل واستمرار تطوير المعلم يجب اعطاء ادارات التدريب القدرة العلمية والمالية لتتمكن من اضافة خبرات محمودة لعمل المعلم.
كما يرى المعجل ان اليوم الدراسي مناسب في الوقت الراهن لو صاحبه التخطيط السليم واعداد المدارس ببعض الادارات التي تدرب الطالب على بعض المهارات الحياتية ومنح الطلاب فرص افضل داخل مدرستهم من حيث ممارسة الانشطة المختلفة بعيدا عن الروتين وإعطاء الطلاب الثقة في ادارة المجتمع المدرسي.
من التعليم الى التعلم
ويعتقد رئيس قسم النشاط الطلابي بتعليم الشرقية خالد عبدالرزاق الذوادي ان المناهج في هذه الفترة هدفها هو اكثر من ان يكتسب الطالب منها المعلومة كما يحتاج الطالب او الطالبة الى ان ينتقل من التعليم الى التعلم اما مشكلة طريقة التدريس فان بعض المعلمين يتعب نفسه في الحصة ومنذ دخوله الى نهاية الحصة تجده يتكلم وبعد ذلك لاشيء عند الطلاب فمعظمهم نائم فالمهم هو كيف تجعل الطالب يتفاعل معك وبامكانك التحدث في 10 دقائق والباقي تتركه في نقاش واستنتاج مع الطلاب وحوار وسوف تجد ان جميع طلاب الصف حاضر ومنتبه وقد يعلم المعلم أن هذه الطريقة مفيدة ولكن الطبع يغلب على التطبع وقد لايريد ان يحض هذا المعلم للطريقة الجديدة او يتعب نفسه.
ويرى الذوادي ان اليوم الدراسي ممل للمدرس والطالب فهو منذ ان يدخل الى المدرسة وحتى يخرج منها وهو في حصص علمية وادبية قليل الرياضة والانشطة الفنية ناهيك اذا كانت معظم المباني مستأجرة فكيف يقضي الطالب يومه الدراسي محبوسا في الفصل ويضيف: طلابنا عامة مدعون للخروج من الفصل الى المصنع الى الحدائق الى الحوار ونحن نريد ان يأتي الطالب الى المدرسة برغبة وكأنه ذاهب الى مكان يحبه كأنه ذاهب الى ناد او مدينة العاب ومع الاسف من يوم يدخل الطالب الى المدرسة وكلمات الامر من المعلم والادارة هي السائدة اسكت، ادخل، تعال، وقف.. الخ..
تطوير ام تغيير؟
اما ابراهيم سالم الصيخان رئيس قسم التوجيه والارشاد بتعليم الشرقية فقد اسهب في حديثه عن تطوير التعليم قائلا: كثر الحديث عن التعليم فتارة نجد من ينادي بتطويره وآخر بتغييره لكن ما الصواب؟ وما الحاجة الداعية الى ذلك؟ وظني بان التطوير هو الاقرب الى الصواب.. ولكن ما التطوير.. ومتى.. وكيف ومن يقوم بالتطوير؟ اسئلة تحتاج الى اجابات عقلانية وقرارات متأنية وليست ردود افعال تكون اضرارها اكبر من فوائدها كما حصل للمناهج في الفترة الاخيرة حيث ظن البعض ان المشكلة في المناهج فقط.. ولكن من يشتغل بالتعليم ويكون قريبا منه يعرف مدى الحاجة الى التطوير في كافة اركان العملية التعليمية ووسائلة حتى تصل الى الهدف المنشود.
ويطالب الصيخان بتحديد ماذا نريد من تعليمنا؟ هل هو تعليم عام يقود ويؤهل الخريج الى الجامعة ام الى سوق العمل؟ ويجيب: يجب ان يبقى تعليمنا كما هو عليه ليقود الى الجامعة حيث انه القناة الرئيسية التي تغذي الجامعات والكليات من الطلاب وهناك جهات او فروع اخرى يمكن ان تقوم بتلك المهمة لمن يريد ذلك اي سوق العمل فالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بمختلف معاهدها قادرة على توجيه فئة كبيرة جدا لسوق العمل بمختلف فروع ذلك السوق: فالصناعي والتجاري والبيطري وغيره كافية لذلك ولكن تحتاج الى شيء من التوسع والانتشار كما ان الثانوية العسكرية ايضا هي قناة جيدة عندما نتوسع بها في كل مدينة سوف توجد ايضا قناة جيدة يمكن ان تأخذ عددا لابأس به من الطلاب.
ويؤكد الصيخان على الحاجة الماسة الى اعادة النظر بمحتوى مناهجنا جميعها وعلى كل المستويات التعليمية من الصف الاول الابتدائي حتى الصف الثالث الثانوي.. فنحن نحتاج الى تقييم ميداني لكل تلك المناهج واستقراء آراء المعلمين والطلاب واولياء الامور وجميع افراد المجتمع حتى نستطيع ان نهتدي الى العلل بحيادية وليس بمواقف وردود افعال تعود علينا بالضرر فلو اخذ على سبيل المثال ماحصل لبعض المناهج من تغيير كمثال واقعي نجد انها لم تضف مايفيد ويخدم المصلحة التعليمية او المصلحة الوطنية بشيء يذكر.
وفي المقابل مازال الخلل التعليمي والعلمي في المنهج مستمرا فتخيل ان يتعلم الطالب والطالبة في الصف الاول متوسط في سنته الاولى لتعلم اللغة الانجليزية الحروف والكلمات والاملاء غيبا والافعال والضمائر وكيفية كتابة السؤال والجواب.. كل تلك المعلومات والمعارف يتعلمها الطالب والطالبة في سنة واحدة مما يسبب صعوبة كبيرة لديهم في القدرة على فهم كل هذه المعلومات والمعارف في وقت قياسي جدا، بالاضافة الى عدم وجود الوسائل التعليمية المساعدة وضعف تأهيل المعلمين ويزيد الامر سوءا اننا في الواقع نقوم بتدريس منهج دراسي يسعى كل معلم ومعلمة لانهائه في الوقت المحدد له خلال العام الدراسي دون الاكتراث بالحصيلة التي اتقنها الطالب او الطالبة ولكن في واقع الامر نحن بحاجة الى تعليم لغة وليس منهج دراسي من خلال رسم الخطوط العريضة لما يجب على المعلم ان يعطيه للطلاب دون تقييده بالطريقة او المحتوى الذي سوف يستعين به في تعليم اللغة الانجليزية لطلابه.. فكل مايحتويه المنهج وما لدى المعلم او المعلمة او مايحمله المشرف او المشرفة يصب باتجاه تدريس منهج دراسي فقط ليصل بالتالي المعلم او المعلمة الى انه قد انتهى من ذلك المنهج دون النظر لما قدم وما اكتسبه الطالب والطالبة ناهيك عن النقص الكبير جدا في الوسائل التعليمية المساعدة للوصول الى الهدف ولكي نصل الى الحل الامثل لنسأل انفسنا لماذا الطالب يجيد اللغة الانجليزية عندما يذهب الى الدراسة في الخارج وخلال فترة بسيطة بينمايخفق الكثير منهم رغم ان تعلم اللغة على مدار سنوات دراسية طويلة في التعليم العام تصل الى 6 سنوات..
ويضيف الصيخان اذا كان الحديث عن المناهج ضرورة فان الحديث عن المعلم يمثل ضرورة اكبر فهو الركن المنفذ للمنهج وللعملية التعليمية فعندما ننظر الى تأهيل المعلم نجد انه غير مناسب تماما للدور المناط به حيث يتخرج الطالب من الجامعة بعد ان يتخصص حسب ميول ورغبة ولكن عندما تستعرض سيرته الدراسية وتأهيله بالجامعة تجد ان الموضوع يحتاج الى وقفة جادة والى ادخال شيء من التطوير.. فالطالب (المعلم) يبدأ الدراسة بكلية التربية دون ان يخضع الى فحص يمكن ان يكتشف من خلاله انه مؤهل للمهمة المناطة به بعد التخرج حيث يتم قبوله بالجامعة بناء على معدل الثانوية العامة والمقابلة الشخصية الروتينية فقط وبالتالي فانه يبدأ المهنة التي سوف يلتحق بها بطريقة خاطئة فالاولى ان يتم اخضاع من يتقدم لكلية التربية لاجراءات مقننة حتى يتم الكشف على امكانياته وقدراته واستعداداته للتدريس واتجاهه نحو المهنة لكي يساعدنا على فرز واختيار افضل المتقدمين.. ويبدأ الطالب دراسته بالكلية في السنة الاولى بمواد عامة تربوية ويبدأ في السنة الثانية التخصص وايضا توجيهه للتخصص لا يقوم على اسس علمية سليمة بل على عدد المتقدمين دون النظر لاستعداد وميول الطالب بشكل مفصل ودقيق ومن ثم يخضع للتدريب الميداني فصلا دراسيا واحدا وفي ظني انه غير كاف لتأهيل وتدريب الطالب على مهارات التدريس ويتخرج بعد ان امضى 4 سنوات وهنا نجد ان ذلك لا يؤهل الطالب بالشكل المطلوب والواقع المعاش يؤكد ذلك.. لذا نجد ان التطوير يعد امرا ملحا وضروريا لهذا التأهيل من خلال اخضاع كل من يتقدم لكلية التربية الى اجراءات تساعد على الكشف على استعداد وقدرات الطالب للتدريس ومن ثم يبدأ دراسة السنة الاولى بمواد تربوية عامة على الا تقل عن 40 ساعة ومن ثم يبدأ التخصص بالسنة الثانية بعد خضوعه لاختبار الميول المهنية لاكتشاف اتجاهات وميول وقدرات الطالب وبعد ذلك يمضي سنته الثانية ايضا في مواد عن العلم الذي تخصص به بعدد ساعات لايقل عن 40 ساعة.. ينتقل بعدها الى السنة الثالثة بعد اجتيازه لتلك السنة بمعدل معين تحدده الكلية حسب ماتراه مناسبا على ان يكون لدى الطالب تخصص فرعي يبدأ معه في السنة الثالثة مكمل لتخصصه الاساسي.. ولكن هناك تخصصا آخرا في السنة الثالثة فعليه ان يحدد اية مرحلة تعليمية يصلح هذا الطالب ان يؤهل لها فعبر خصائصه الجسمية وسماته الشخصية وقدراته العقلية تحدد له المرحلة التعليمية (الصفوف الاولية للمرحلة الابتدائية, الصفوف العليا للمرحلة الابتدائية، المرحلة المتوسطة أو المرحلة الثانوية) حيث يدرس الطالب مناهج المرحلة الدراسية التي سوف يلتحق للعمل بها بمواد مكثفة مع مراعاة دراسة خصائص المرحلة العمرية حتى الفصل الدراسي الاول من السنة الرابعة ويبدأ بعد ذلك في الفصل الدراسي الثاني من السنة الرابعة ببحث (مشروع التخرج) لكي يستزيد الطالب بالمادة العلمية والعملية من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والابحاث حتى التخرج في السنةالخامسة والتي سوف تكون سنة التدريب العملي بالنزول الى الميدان ولكن يكون التدريب فاعلا يحتاج الى التنسيق بين الجامعات ووزارة التربية والتعليم بتخصيص مشرفين تربويين مؤهلين ومفرغين لمتابعة تدريب الطالب المتدربين وفق خطة عمل.
ويمكن ان يتاح للطالب ان يتدرب بمقر اقامته لتسهيل مهمته في اجتياز تلك المرحلة على ان تكون هي سنة التجربة للطالب لتقرر بعدها صلاحيته لمهنة التدريس من عدمه وبنفس الوقت توفر للوزارة عددا لايستهان به من المعلمين خلال تلك السنة.
وكما نعلم فان المدرسة لم تعد تقوم بتلك المهمة التقليدية (القراءة والكتابة) بل تقوم بدورها التعليمي والتربوي لذا تحتاج الى ان تكتمل عناصرها بمحضر المختبر والمرشد الطلابي ورائد النشاط ويجب ان تكون كل مدرسة مكتملة الطاقم وما قيل عن تأهيل المعلم ينطبق على الثلاثة الآخرين فمحضر المختبر نجده خريج المرحلة الثانوية تم تأهيله بعام دراسي واحد دبلوم لممارسة عمله.. فهو من حيث العمر صغير ولا يمكن ان يقوم بالدورالمناط به كتربوي يكمل دور بقية اعضاء المدرسة فعمره قد يكون في نفس عمر بعض الطلاب بالمرحلة الثانوية ان لم يكن اصغر منهم فلماذا لايكون هناك درجة البكالوريوس تخصص محضر مختبر؟ ولماذا يختزل دوره فقط داخل المختبر؟ اما المرشد الطلابي فهو العملة النادرة الوجود وتعايش المدارس اشكالية عدم وجوده بها ولكن يمكن ان يتم توفيره بشيء من التغيير بخطة التأهيل بالجامعة حيث تخصص علم النفس او علم الاجتماع وهذا ينطبق على رائد النشاط وفق مايلي:
تكون السنة الاولى عامة بعد ان يخضع المتقدم لنفس الاجراءات التي خضع لها المعلم عند القبول بمعدل 40 ساعة يبدأ بعدها السنة الثانية اختيار مجاله الذي يريد ان يعمل به معلم علم نفس، علم اجتماع، مرشد طلابي ورائد نشاط فالمعلم يسير بنفس الاجراءات وخطة الدراسة التي طبقت على المعلمين ببعض التخصصات اما المرشد الطلابي فيدرس السنة الثانية والثالثة والفصل الاول من السنة الرابعة بتخصصه ويمكن ان تدمج مواد دبلوم التوجيه والارشاد بالخطة الدراسية وفي الفصل الثاني من السنة الرابعة يبدأ بحثه العلمي (مشروع التخرج) على ان تشمل خطة الدراسة مواد مثل: مبادئ البحث العلمي، طرق البحث، الاحصاء الوصفي والاستنتاجي، مبادئ واسس التوجيه والارشاد.. الخ.. وفي السنة الخامسة يبدأ التطبيق العملي ميدانيا على ان يكون العمل مع مرشد قديم ذي خبرة يلازمه في سنة التجربة وتحت اشراف قسم التوجيه والارشاد في المنطقة التعليمية التي يتدرب فيها ويخضع رائد النشاط لنفس الخطة ولكن بما يتعلق بالنشاط الطلابي ويدرس مثلا تخطيط البرامج وتنفيذها والتخطيط والتقييم والاحصاء والوسائل التعليمية.. الخ..
كما يرى الصيخان ان الاسلوب القائم في الوقت الحالي لسد الاحتياج من المرشدين الطلابيين غير مجد حيث الاستعانة بمعلمين يكلفون بالعمل كمرشدين من خلال مجموعة من الاجراءات لا اعتقد انها تفي بالغرض الذي من اجله تمت تلك العملية.. حيث يتم اختيار مجموعة من المعلمين واخضاعهم للمقابلة الشخصية ومن ثم تدريبهم تدريبا في اغلبه اجتهاد وليس مقننا او كافيا لتحويل وتأهيل المعلم لمهنته الجديدة فالاجراءات السابقة لاتكفي لاكتشاف قدرات المعلمين المتقدمين للارشاد وامكانياتهم وجديتهم لتنفيذ مهمتهم الجديدة فهم احدى فئتين معلم اصابه الملل من التدريس حيث انه لم يكن يرغب بهذه المهنة (مرشد طلابي) ولكنه لم يجد امامه غيرها فاتجه اليها دون دافعية او ميول فكان الارشاد قناة تخلصه من مهنة التدريس ويبقى ضعيف الانتاجية ويسبب هدرا بالامكانيات البشرية.. اما الفئة الثانية فهم معلمون متميزون في تخصصاتهم ومهمتهم كمعلمين. كمعلمي يخسرهم الطالب ولا توجد دورات تأهيلية مقننة يمكن ان تؤهلهم ليصبحوا مرشدين ناجحين بمهمتهم الجديدة مثل ماكانوا معلمين متميزين كما ان رائد النشاط يخضع كل عام تحت رحمة وجود معلمين زائدين عن الحاجة مع بداية العام الدراسي ليتم تفريغه لمهمة النشاط وينتهي ذلك التفريغ مع نهاية العام الدراسي ولتبدأ مهمة البحث مرة اخرى مع بداية العام الدراسي القادم.
وفيما يتعلق بالمبنى المدرسي يقول: هو ركن هام في العملية التعليمية ولا يقل اهمية عن المعلم او المنهج تخيل طالبا يخرج من منزله ليذهب الى المدرسة لكنه في الحقيقة يدخل منزلا اخر يشبه منزله بكل تكوينه ومكوناته فكيف يكون اثر ذلك على تقبل الطالب لهذا الوضع نحن نحتاج الى خطة عاجلة للتخلص من تلك المباني المستأجرة كما انني لا اعلم الحكمة من وراء اصرار الوزارة على التصميم الحالي للمدرسة والذي لم يتغير الا باللون وببعض المكونات الانشائية لماذا تتكون المدرسة من 3 ادوار اين حديقة المدرسة ومرافقها التي تتناسب ومتطلبات البيئة التي نعيشها صيفا وشتاء ان المدارس التي بنتها ارامكو السعودية خير نموذج للمدارس التي نريد لها الانتشار والتعميم في بلادنا.
ويصل الصيخان اخيرا الى التدريب حيث يقول احدثت الوزارة نقلة نوعية بخدماتها تسجل لها من خلال الاهتمام بالتدريب وانشاء مراكز التدريب ورصد الميزانيات المالية بالملايين ولكن يتبادر الى اذهاننا عدة اسئلة عنه: هل التدريب القائم حاليا ناجح ومناسب؟ وهل استفدنا من البرامج التدريبية المنفذة في السنوات الماضية وما نسبة تلك الاستفادة؟ وهل تفي تلك البرامج بالاحتياج الفعلي للميدان؟ وهل من يقوم بالتدريب مؤهل تأهيلا عاليا يفي بالغرض المطلوب؟ هذه اسئلة تحتاج الى تمعن اكبر لنستطيع ان نقيم عملنا بطريقة علمية فمن خلال قربي لتلك البرامج بحكم عملي اجد ان التدريب القائم غير منظم وينهك ميزانية الوزارة دون ان نصل الى النسبة التي ترضي طموحنا فهل عملنا مسحا ميدانيا للاحتياجات التدريبية التي يمكن ان تتم من خلالها خطط التدريب السنوي اننا نحتاج الى وقفة تقييم لتلك البرامج التدريبية عبر مخرجات التدريب وفائدتها للعملية التعليمية لنصل الى اعلى درجة من الفائدة المرجوة من التدريب.
تطوير التعليم
مشرف النشاط الطلابي الكشفي فهد عبدالله الدعجاني يقول اذا قارنا التعليم في دول الخليج بالدول المجاورة نجد ان التعليم خطى خطوات ايجابية وصحيحة عن ذي قبل ومثال ذلك التعديل والتطوير في مناهج المواد الدراسية فنجد ان المناهج اصبحت تحتوي على اسلوب التشويق للطالب والترغيب في المادة الدراسية بالاضافة الى تقديم المعلومات باسلوب سهل كما ان الاهتمام بالمعلم من حيث اختيار المعلم الكفء الصالح لعملية التربية والتعليم بدول المجلس فالمعلم الصالح اساس الاصلاح التربوي فبعد ان كان التعليم يهتم بالكم على حساب الكيف انتقلت دول المجلس الى الاهتمام بالكيف كما ان الجامعات لها دورها الريادي في اختيار المعلم وتوجيهه التوجيه التربوي الاكاديمي المناسب للبيئة الخليجية كما ان المعلم في الوقت الحاضر اصبح اكثر قدرة على ادارة حصته باستخدامه للوسائل المعينة وطرق التعليم المختلفة والتدريس كمهنة تربوية عظيمة تحتاج الى بذل مزيد من الجهد المتواصل والمستمر من قبل المعلم فاختيار الطريقة التعليمية يحتاج الى الاعداد الجيد والدراية التامة باسلوب استخدامها ومقوماتها فالطريقة المستخدمة في المرحلة الابتدائية قد لاتناسب طلاب المرحلة المتوسطة كما ان لوقت الدوام باليوم الدراسي اهمية في تحقيق اهداف الرسالة التربوية والمأخذ الوحيد على التربية في دول المجلس ان اليوم الدراسي غير كاف لتطبيق مايتعلمه الطالب من خلال النشاط الطلابي حيث من المفترض ان يستمر الطالب من بداية اليوم الدراسي وحتى الساعة الثالثة عصرا على ان يكون مطبقا للنشاط التربوي ومنتهيا من جميع واجباته الدراسية.
عشرات الكتب تثقل كواهل وعقول اولادنا
الجامعات تزف التعليم بالخريجين ولكن ماذا عن المستوى؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.