كلمة الفساد يقابلها كلمة الإصلاح، وتطلق على كل عمل تخريبي، والفساد هو خروج الشيء عن الاعتدال قليلاً كان أو كثيراً.. قال تعالى: (وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) الأعراف: 142.. وقوله تعالى: (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) البقرة: 27. وقد استعمل (الفساد في الأرض) تعبيراً عن السرقة كما في قصّة يوسف (عليه السلام) (تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) يوسف: 73. ومرّة أُخرى كناية عن قلّة البيع، كما في قصّة شعيب حيث نقرأ قوله تعالى: (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) هود: 85.. واستخدم القرآن الكريم الفساد في التعبير عن اضطراب النظام الكوني (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) الأنبياء: 22. نستفيد من مجموع هذه الآيات أنّ الفساد بشكل عامّ أو الفساد في الأرض، له معنىً واسع جدّاً، بحيث يشمل أكبر الجرائم مثل جرائم فرعون وسائر الطواغيت، كما يشمل الأعمال الأقل إجراماً منها مثل بخس الناس أشياءهم، ويشمل كذلك أي خروج عن حالة الاعتدال وبالنظر إلى أن العقوبة يجب أن تكون مطابقة للجريمة ويتضح لنا أن كل مجموعة من هؤلاء المفسدين لها عقوبة معينة وجزاء خاص.. والإصلاح هو التغيير والتقويم هو الهدم، الكشف، المحاسبة، إنه تغيير المسار نحو الاستقامة، وتحقيق الحق والقانون والتحدي الذي يشكله الإصلاح ضد الفساد.