{وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (الشعراء 183). لا تنتقصوا من الناس ولا تتنكروا ما يملكون ولا تأخذوا أشياءهم بلا وجه حق، ولا تفسدوا في الأرض.. نهي واضح وصريح؛ فانتقاص الناس والتعدي على أشيائهم هو إفساد في الأرض! وملاحقة الصغار من المفسدين وترك الكبار هو فساد آخر وبخس في الحقوق يستدعي العقاب ويغضب الله. العدل ليس في ملاحقة صغار الموظفين وتتبع هفواتهم، بينما تحمي الحصانة الاجتماعية والوظيفية آخرين يكلفون خزينة الدولة الكثير الكثير سواء بتمرير مشاريع وهمية أو بعدم تنفيذ مشاريع حقيقية!! تبوك وقبلها جدة وبعدها مدن ثانية سيكشف المطر ملفات التسرب الكبير بأموال مشاريع تصريف المطر ذهبت وصرفت في أوجه أخرى لم يكن تصريف المطر من بينها!! تعثر بعض المشاريع واختفاؤها لاحقا هو أس المشكلات التي تلاحقت على بنية بلدنا التحتية وخاصة في ظل ضعف الرقابة والمحاسبية في الفترات السابقة. اليوم في ظل اهتمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تنامي مؤسسات المحاسبية يبقى سؤال ملّح.. هل من العدل أن نلاحق المخالفات الصغيرة ونتغاضى عن الكبيرة؟ إن هذا يؤسس لنفور من المحاسبية ويعطي انطباعاً عن أن مؤسساتها -عن غير قصد- هي أيضا شريكة في نشر الفساد بدلاً من مكافحته والتضييق عليه. إن من أخطر الآثار المترتبة على ضعف أجهزة المحاسبية هي تفاقم الفساد وتناميه بشكل أكبر لأن المحاسبية الضعيفة تصبح مظلة تتكاثر تحتها كل عمليات الفساد وهذا ما نربأ -إن شاء الله- بمؤسساتنا عنه. [email protected] Twitter @OFatemah