ضمن المسلسل غير الأخلاقي الذي أصابت عدوته طلاب المدارس وانتقلت إلى محافظات ومدن عديدة، قام طالب بالصف الأول الثانوي بمساعدة شقيقه (طالب بالصف الثانوي أيضًا بالمدرسة نفسها) بطعن قائد مدرستهما، بعد أن قام بتهديد معلمه بالقتل قبل وقوع الحادث بعدة أيام. ووفقًا لشهود العيان من معلمي المدرسة فلم تكن عملية الطعن طارئة حدثت في وقتها، بل سبقها تهديد من نفس الطالب لمعلم في المدرسة قبل وقوع الجريمة بأيام، حيث هدده بالقتل، ووفقًا للمصادر فإن الطالب وشقيقه سُجل عليهما العديد من الملاحظات داخل المدرسة.. وفي صباح أمس (الثلاثاء) وبعد الانتهاء من «الفسحة» دخل الأخ الأكبر( 17سنة)، إلى مدير المدرسة وأخذ يناقشه في بعض الأمور وفجأة دخل شقيقه الأصغر( 16 سنة) حاملا سكينًا وعاجل قائد المدرسة بطعنه في الكتف من الخلف، ثم صعد الشقيقان -وفقًا لشهود العيان- من داخل المدرسة إلى الطابق العلوي للبحث عن اثنين من المعلمين بغية إلحاق الأذى بهما. وسارع الشقيقان إلى مغادرة المدرسة فور وقوع الجريمة، في الوقت الذي قام المعلمون بنقل قائدهم إلى مستشفى الأمير سلطان العسكري بالحوية. معركة مع الوكيل والمعلمين بالأسلحة البيضاء! ذكر أحد معلمي المدرسة ل «المدينة» أن الطالبين قاما -بعد طعن قائد المدرسة- بالخروج إلى خارج المدرسة ثم عادا مرة أخرى ومعهما عدد من الأسلحة البيضاء ليتعاركا مع وكيل المدرسة وعدد من المعلمين عندما حاولوا منعهما من الدخول للمدرسة ليفلتا ويصعدا إلى الدور الثاني «في وضع الهيجان»؛ بحثا عن اثنين من المعلمين للشجار معهما، مما اضطر مجموعة من المعلمين من إغلاق الفصول الدراسية على المعلمين تفاديا للشجار مع الطالبين الهائجين. وأضاف عدد من المعلمين أن الطالبين رُصد عليهما عدد من المحاضر الرسمية، بسبب مشاكلهم المتكررة بالمدرسة مع معلمي المدرسة ومع الطلاب، وأكدوا أن هذه ليست المرة الأولى التي يتشاجرا فيها مع منسوبي المدرسة، مطالبين بتطبيق أشد العقوبة عليهما ليحفظ للمعلم حقوقه وكرامته، لافتين أن الطالبين كانا يقومان بالتفحيط والإزعاج في بداية اليوم الدراسي وفي نهايته، إضافة إلى مضايقة المعلمين. التعليم:لجنة لمعرفة الدوافع.. والتحفظ على الطالب المتعدي من جانبه قال المتحدث الرسمي لتعليم الطائف عواض الخديدي: إن الجهات الأمنية باشرت التحقيق في القضية وتحفظت على الطالب المعتدي، كما وجه المدير العام للتعليم بمحافظة الطائف المكلف الأستاذ محمد بن عامر النفيعي مكتب التعليم بعشيرة بتشكيل لجنة لمعرفة أسباب ودوافع الواقعة والرفع بتقرير مفصل عنها.. علمًا بأن الحالة الصحية للمعتدى عليه مستقرة ولله الحمد. قيادات تربوية تطمئن على صحة القائد مدير التعليم بالطائف المكلف محمد النفيعي ومساعده للشؤون المدرسية أحمد القرشي، ومدير مكتب التعليم بعشيرة فهد المورقي قاموا بزيارة اطمئنان على صحة القائد في المستشفى، وتمنوا له الشفاء العاجل. يذكر أن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى وجه قبل أيام بتكليف فريق قانوني مختص بقضايا الاعتداء على مهنة التعليم ومنسوبيها، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية مهنة التعليم والهيئتين التعليمية والإدارية والطلاب والطالبات والمبنى التعليمي تجاه أية اعتداءات أيًّا كانت ومن أي كائن كان، ووضع الضوابط والإجراءات التي تنسجم مع الأنظمة والقوانين المرعية، وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة والنيابة العامة ووزارة العدل ووزارة الإعلام وغيرها من الجهات ذات الاختصاص..مؤكدا أن الاعتداء على المعلم بأي شكل من أشكال الاعتداء سواء اللفظي أو الجسدي أو عبر وسائل الإعلام، وكذلك التواصل الاجتماعي سيكون محل المتابعة؛ لاتخاذ الخطوات النظامية التي تحفظ لأصحاب الحقوق حقوقهم، وتسهم في أداء المعلمين والمعلمات لدورهم في بيئة تعليمية آمنة. وشمل التوجيه عدم القبول بما يحدث من ازدراء فاضح لمهنة التعليم وتشويه لها ولمنسوبيها، وهم يمثلون جزءًا رئيسًا من موظفي الدولة، ويتمتعون بما تنص عليه الأنظمة من الإجراءات القانونية والنظامية التي تضمن لهم حقوقهم وتعرّفهم بواجباتهم، وأن عدم الدراية بها لا يعفي الوزارة أيضًا من مسؤوليتها في هذا الشأن الذي تضطلع به كمسؤولية مباشرة تجاه موظفيها في الهيئتين التعليمية والإدارية، سواء في التعليم العام أو التعليم الجامعي، لا سيما أن وزارة التعليم قد حددت درجات المخالفات، ومكانها، ونوعها والجزاءات المترتبة على كل ذلك من خلال قواعد السلوك والمواظبة وضوابطهما المعمول بها في جميع مراحل التعليم، وتلك التي تعمل الوزارة على تحديثها فيما يتعلق بعقوبة المخالفات التي تتم داخل المدرسة، فيما لن تتهاون في أي حق من حقوقها لدى أي فرد أو مؤسسة، وعدم التنازل عن الحق العام في أي قضية من قضايا الاعتداء، ومتابعتها مع الجهات ذات الاختصاص.