اتفق عدد من مثقفي مدينة الطائف على أن النادي الأدبي بهذه المدينة يشهد حالة من الضعف الثقافي بسبب ما يشهده من صراع على كراسي مجلس الإدارة لمصالح شخصية، أسفرت في صراعها إلى تعميق الشلليات، والجماعات المناصرة لكل كتلة، بعيدًا عن الهدف الأساسي الذي رفع لواءه «أدبي الطائف» منذ تأسيسه، لتكون الحصيلة من هذا الصراع -حسب رؤية المشاركين في هذا الاستطاع-، فقر في النشاط المقدم من النادي، وانحراف عن المسار الحقيقي، وضياع رسالة النادي، والنتيجة الحتمية إبداع المنطقة ومثقفيها عن «أدبي الطائف» بما أفقده حضوره في المشهد الثقافي والأدبي الذي ظل يتميز به في ساق عهده.. الزايدي: أدبي الطائف في سبات عميق هذه الرؤية القاتمة يؤكدها الأديب محمد خلف الزايدي، أحد مؤسسي النادي، وهو يعقد المقارنة بين ماضي «أدبي الطائف» وحاضره بقوله: هذا النادي اختفى مع اختفاء من كانوا يسيرونه من منطلق ثقافي وإخلاص في العمل، ولم يقدم النادي طيلة السنوات ال(30) الماضية فعلاً ثقافيًا يذكر فيشكر؛ عدا فترة حماد السالمي، الذي لم يطل به المقام، ليعود النادي لسباته العميق، وغاب ذكره عني حتى أيقظتني بسؤالك عنه وسؤالي أين أنا عنه؟. ويعدد الزايدي المظاهر السالبة في النادي اليوم، متمثلة في: 1- السعي نحو مجلس الإدارة من أجل «الوجاهة والطفرة المليونية» و»المصالح الشخصية». 2- من يتصارعون على الكراسي ليست لهم علاقة بالثقافة والأدب. 3- انحراف النادي عن مساره الحقيقي وكسر إطار الثقافة الرصين. 4- غياب المخرجات التي تخدم المجتمع والمشهد الثقافي. 5- تكريس مفهوم الصراع السلطوي والشللية. متمنيًا أن: 1- ينصف النادي المثقفين الحقيقيين بإقصاء مدعي الثقافة. 2- استقطاب المخلصين ممن يقدرون العمل من أجل المجتمع. 3- تقديم فعاليات قوية بأسماء لها حضورها في مشهدنا الثقافي. 4- البعد عن الفعاليات والأسماء المكررة. خديجة: بحاجة إلى غربلة تعيده من غفوته الطويلة وترى الشاعرة خديجة قاري أن نادي الطائف الأدبي يعيش «حالة إغفاء طويلة» غير معلومة السبب أدت إلى عزوف أغلب المثقفين، متمنية من نادي الطائف أن ينتبه لذلك الملل والبعد غير المعهود منه، وأن يبتعد عن الشللية والمعارفية ويعرف أن الطائف ملئ بالمثقفين والمثقفات وما عليه سوى البحث والعمل بجدية وحب للطائف فقط ونشر ثقافة الارتقاء والتألق، والبعد عن النفعية التي تخدمهم في الانتخابات من خلال أسماء بعيدة عن المشهد الثقافي، وتحسين صورة النادي من جديد، والحد من امتداد الصورة السلبية التي سادت وارتسمت في حقبة زمنية معينة.. مؤكدة في ختام حديثها أن النادي يحتاج إلى «غربلة وتحسين وعودة فاعلة» ليواكب المشهد الثقافي، والبعد عن طباعة الإصدارات التي لا ترقى للمستوى، ولا تمت لمكانة هذا النادي العريق. الحاقان: لو اختفى غدًا فلن يندم عليه أحد ويذهب الكاتب محمد الحاقان إلى القول: إن النادي لم يحقق الأهداف والآمال المعقودة عليه، ولو اختفى غدًا من على وجه البسيطة فلن يشعر بفقده سوى أعضائه، ولن يندم عليه أحد؛ فالنادي لا وجود له ما لم يجمع في أنشطته الأدبية هموم الوطن الاجتماعية والاقتصادية. ويرى الحاقان أن الوقت قد حان لتوحيد النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون في كيان واحد يسمى جمعية الثقافة والأدب والفنون، وأن تكون أنشطته خليطًا من كل هذه الفنون حتى لا يحتج النادي بأنه للأدباء فقط. ويخلص الحاقان إلى القول: أعتقد أن كل ريال يصرف على الأندية الأدبية هو نوع من التبذير الذي لا طائل منه، وقد حان الوقت ليقود هذا القطاع مبدعون لديهم القدرة على ابتكار الطرق الدائمة والمستمرة لتفعيل هذا القطاع وليس موظفين أو أشخاص يبحثون عن الوجاهة على حساب الأندية الأدبية.