هجرة المليارات..!!

تظل أحلامنا في توطين السياحة أحلاما مشروعة، وثقتي في أن القادم أجمل، وأن خططنا في بناء مشروعات ضخمة هي خطط طموحة جدًا، ومن أجل أن تنجح هذه المشروعات، والتي بالتأكيد سوف تنقل السياحة إلى مراحل متقدمة نحن نحتاجها جدًا، وكثير من الدول اليوم أصبحت تعتمد على السياحة كمصدر من مصادر الدخل القوية، ونحن وبفضل الله لا ينقصنا شيء سوى ترتيب الأمور، ومن ثم نختار من أبنائنا وبناتنا الأكفاء والمخلصين بعيدًا عن المحسوبية والمجاملة، كما علينا أن نراقب كل ريال ننفقه على السياحة.. أين يذهب وماذا أنجز..؟! ومن خلال تفعيل نظام المتابعة والمحاسبة الدقيقة لكي لا تنتهي المشروعات السياحية، التي كلفت الدولة مبالغ طائلة وانتهت وبكل أسف إلى عشش، وهنا يكون الخلل الذي علينا أن نتنبَّه له، ونحاول جاهدين التخلص منه، لكي نستطيع أن نصنع سياحة داخلية مربحة..!!!
ولا دليل على أننا نخسر مليارات الريالات خارج الحدود، أكثر من أن ترى العائدين من الخارج بعد قضاء إجازات طويلة خارج الوطن، وفي ذاكرتهم حكايات فرح وبهجة وسعادة لم يجدوها في بلدهم، وثقتي أنهم لو وجدوا ربع أو نصف ما وجدوه خارج الوطن، لفضَّل الكثير البقاء هنا، واستمتع وأطفاله وأسرته في بلده بسياحةٍ هادئة ونظيفة، لكن كيف يكون هذا وإيجار شقة على جبل جاف تفوق أجرة جناح في فندق خمس نجوم يطل على بحيرة «مونترو» في سويسرا، وحكايات غلاء واستغلال للمواطن الذي بالتأكيد قرَّر الهجرة إلى الخارج هربًا من مبالغات ضخمة مقابل ترفيه لا يرقى إلى المسمى أبدا!! فهل تستطيع هيئة السياحة اليوم تسريع كل مشروعات السياحة ليعود النفع للوطن..؟!!!
(خاتمة الهمزة).. لا أمل أجمل من أن ترى الفرح والترفيه يحضنك وتعيشه فوق أرضك، كل هذا يحتاج إلى من يُرمِّم الشروخ... وهي خاتمتي ودمتم.