اليوم عيد وما كنت أود أن اكتب ليس لأني مملوء بالفرح ولا لأني غارق في الشقاء ولا لانشغالي به وقضاء أيامه التي مات فيها الفرح من زمن قديم يوم كانت الجغرافيا تصنع لك القدر وتضعك في أي مكان هي تراه يليق بك ولا أجمل من أن تضعك في قرية نائية يحملون كلهم ملامح واحدة لغة واحدة وقدرا واحدا ومقبرة واحدة وفرحا واحدا وعيدا واحدا لكن أن تضعك في مدينة مكتظة بالناس ومسكونة بالضجيج والزحام وهو القدر الذي يدفعك للانسحاب من أحلامك التي كنت تتمنى أن تكون ليالي بهية وأمسيات سعيدة من خلال برامج تشرف عليها الجهات التي تعنى بالسياحة الداخلية لكن المعاناة أن تتسرب كل أحلامك هكذا دفعة واحدة فتجد نفسك محاصرا بين أن تموت في ذهابك أو تموت في ثيابك وأحضان جدرانك وكم حاولت أن أكون منصفا حين تركت لأطفالي حريتهم لقضاء العيد في المكان الذي هم يرونه يناسبهم فكانت الملاهي في اليوم الأول وكانت الصدمة التي أفقدتهم أشياء كثيرة وعلقتهم في زحام أكل وقتهم كله وما إن انتهوا منه وجدوا أنفسهم في زحام آخر وابتزاز من نوع آخر وبين أحضان الملاهي التي قالوا عنها بأنها لا تختلف عن المقابر ذلك لأنهم قارنوها بما وجدوه في الخارج هكذا كان يومهم الأول !! الأبوة قدر حب وعاطفة وحياة مختلفة والشقاء الأكبر هو أن تحرمك الأقدار من أن تكون أبا جميلا تحمل عن أبنائك وبناتك متاعب الحياة فوق ظهرك لتقدم لهم من خلالك أهم الأحلام وأجملها ولا أجمل من أن ترى في عيونهم لمعة الفرح الذي اجزم أن كل الآباء لا يحلمون بأكثر من لحظة سعادة في عيون أطفالهم ، يالها تلك اللحظة الجميلة والتي يتساوى فيها كل الآباء أيا كانت مكانتهم حتى ولو كان الأب ملكا عظيما لانحنى أمام أطفاله ولاعبهم تماما كما يلاعب كل الآباء أطفالهم لكني لا أخفيكم انني تعبت جدا في أن أقدم لأطفالي فرحة العيد التي انطفأت تماما في حضور الزحام والجشع واللعب بأحلام الناس وهي قضيتنا التي نعاني منها كثيرا حيث علينا أن نختار الطريقة التي يفترض أن نخدم بها الوطن ومن ثم نشرع أنظمة حريصة على أن تضع في حسبانها مصلحة الطرفين المواطن الذي من حقه أن يفرح فوق أرضه ويستمتع بكل لحظة هو وكافة أسرته وبالسعر الذي يناسب كل الطبقات والمستثمر الذي من حقه أن يكسب الكسب المعقول لكن أن تمنح المكان والدعم لمستثمر كل همه هو أن يستنزفني ويبتزني ويصادر مني وأطفالي بهجة العيد فتلك والله المأساة التي لا تحتاج إلا إلى قرار حاسم ومن ثم اختيار مسئولين مخلصين جدا ويقدرون تماما قيمة المهمة التي هي بالتأكيد مهمة وطنية بنسبة تفوق النسبة المئوية !!! ...،،،، (خاتمة الهمزة) ....تجارب الآخرين في عالم السياحة والترفيه توفر علينا الكثير من الوقت والمتاعب ولا عيب في أن نستفيد من تجارب كل الذين سبقونا !! ما أتمناه هو أن تنتهي الجهات المسئولة عن ترفيه المواطن إلى قرار يقدم مشاريع سياحية مدعومة من قبل الدولة لكي تخدم المواطنين كلهم وكل عيد ووطني وانتم في خير ..هذه خاتمتي ودمتم ...،،،،