لم يتوقع الكثيرون أن «الشيلات»، أو ما يسمى ب»الأناشيد الحديثة»، ستحظى بهذا الانتشار الكبير، فقد أصبحت موجودة في جميع المناسبات دون استثناء، وحتى الآن لا يمكن اعتبار هذا النوع من الإنشاد الصوتي المصحوب بأصوات مركبة رقميًا، لتحل محل الآلات الموسيقية المعروفة. ف «الشيلات» غالبًا ما تأتي على شكل تركيبات لحنية، إما مقتبسة من ألحان غنائية حقيقية، أو مأخوذة من الفلكلور الشعبي، إضافة إلى أن مؤديها أغلبهم -وليس جميعهم- من أصحاب الأصوات المتواضعة، ولا يمتلكون القدرة على الغناء وفق فنيات الغناء ومقاماته، كما أن ل «الفلترات» والحيل التقنية في الأستديوهات الصوتية دور في تجميل أصواتهم وتحويلها إلى أصوات رنانة. والباحث عن الحقيقة سيجد أن الأصل في «الشيلات»، أو في جذورها الحقيقية هو المواويل، وبالذات المقتبسة من فن القلطة، بالإضافة إلى شبهها الشديد بالأناشيد الإسلامية، غير أن الفارق بين «الشيلة» والأناشيد الإسلامية، هو أن الأناشيد أغلب مؤديها من أصحاب الأصوات الجميلة والمميزة، وبعضهم ينافس أكثر المطربين عذوبة في صوته أو أدائه، وإن كان هناك منهم من اتجه للغناء بعد أن كان منشدًا، والعكس صحيح، كالفنانين: محمد المازم، فهد الكبيسي، الوسمي، عصام عارف.. وغيرهم. لا يعجبني أبدًا الموسيقار جميل محمود قال في تصريح ل « المدينة»: لا أهتم بهذا النوع من الفن لأنه لا يعجبني إطلاقًا، فهذا فن أقل من عادي وغير مدروس ويضم ألحاناً مسروقة عيانًا بيانًا، وهذا ما نسمعه من ما تسمى ب»الشيلات». وأضاف محمود: في وقت سابق كنّا نعيش الفن الأصيل والطرب الممتع ولم نكن نتقبّل أي شيء سيئ، ولكن ما نشاهده في زماننا هذا أصوات متواضعة جدًا، وأصبح المجتمع يتقبّل كل شي سيئ، وأصبح كثير من الجماهير تستمع إلى الفن بأعينهم وليس بأذنيهم، وهذه مسألة ثقافة مجتمع للأسف الشديد، وهم من ساعدوا على انتشار مثل هذا الفن المتدني. هي والأغاني من جهة أخرى، أشار «بائع» في محل بيع «السيديهات»، إلى رواج «الشيلات»، قائلاً: هذا زمن «الشيلات».. وبصراحة أصبحت منتشرة أكثر من الأغاني، ولكن هناك فئة يرفضون هذا النوع من الفن مكتفين بسماع الأغاني، مشيرًا إلى أن تسجيل «الشيلات» يتم نسخها في «ميموري» ويسلم للزبون، مع العلم أن الكثير من «الشيلات» ليست مسجلة في وزارة الاعلام، وأصبحت متاحة للجميع بنسخها من المواقع الإلكترونية دون خوف.