يومًا بعد آخر يؤكدُ الساسةُ الإيرانيون أهدافَهم التَّوسُعِية في المنطقة وسياساتهم العنصرية الفارسية بغية زعزعةِ استقرار الدولِ العربيةِ، فبالأمس صرح نائبُ قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي: «بأن الصُّراعَ مع الولاياتالمتحدةالأمريكية سيُنْقَلُ إلى اليمن وشرق البحر الأبيض المتوسط». وكان هو ذاته في وقتٍ سابقٍ من هذا العام وبعد سقوط حلب قد قال نصًا: «إن شعبَ البحرين سيحققُ أُمْنِيتَه، وسيسعدُ الشعبُ اليمني، وسيتذوقُ طعمَ الانتصار، وإيرانُ لا تزال تقدم دعمًا غيرَ محدودٍ لجماعة الحوثي، والصواريخ الإيرانية بإمكانها تدمير أهدافِ العدوِ في أي منطقةٍ، والانتصار في حلب مقدمة لتحرير البحرين». وقبل ذلك صَرَّح القائدُ العامُ للحرسِ الثوري محمد علي جعفري بقوله: «إن التطورات الجارية في المنطقةِ تُمَهِّد الأرضَ لظهور المهدي وترون الآن نتائجها الإيجابية في استعداد قرابة (200) ألف شاب مسلح في سورياوالعراق وأفغانستان وباكستان واليمن، إن بناءَ الشبابِ الثوري يَكْمُنُ في إيجاد العزم الراسخ لتمكينه من القيام بدورٍ في الثورةِ الإسلامية». كان البرلمانُ الإيرانيُ قد أقرَّ قبل أيامٍ قانونًا يلْزِمُ الحكومةَ بدفعِ مليار تومان إيراني بما يُعادِلُ (700) مليون دولار من الميزانية العامة لدعم تطوير الحرس الثوري لبرنامج الصواريخ البالستية ولدعم «فيلق القدس» وهو الذي يُشكِّلُ المليشيات العسكرية الخارجية لإيران والموجود في العراقوسوريا ولبنان واليمن والبحرين بقيادة اللواء قاسم سليماني. مثلُ هذه الحقائق التي تتكشَّفُ يومًا بعد آخر على لسان قادةٍ عسكريين وساسةٍ إيرانيين كبار لا تحتاجُ إلى تفسيرٍ أو إلى إيضاحٍ بالنِّيةِ الفارسيةِ المُبَيَّتةِ للهيمنة على المنطقة وإعادة أمجاد الإمبراطورية الساسانية وذلك من خلال زعزعة استقرار دول المنطقة وتغيير حكوماتها. فالحرس الثوري ومن خلال فيلق القدس وتحت قيادة قاسم سليماني هو الآمر الناهي اليوم في العراقوسوريا ولبنان واليمن وهو المُحَرِّك الأول لكل الدماء والدمار الذي تعاني منه شُعوبُ المنطقةِ. ودعم البرلمان الإيراني والعالم كله يرى أفعال الحرس الثوري وفيلق القدس المشينة إنما يعني بكل بساطة دعمًا إيرانيًا للإرهاب وأما حكايات وقصص التعاون المشترك ودعم استقرار المنطقة والتي يطلقها بعضُ الساسةِ الإيرانيين وفي مقدمتِهم الرئيس حسن روحاني فهي ليست سوى ذر رمادٍ لإخفاء الحقائق والضحك على البسطاء والبلهاء من أبناء المنطقة، وكذلك الادعاء بمقاومة إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية فهي مزاعم لا تؤيدها حقائق فلم نرَ بالفعل قوات إيرانية تقاوم الجيش الإسرائيلي أو نسمع ونرى دعمًا إيرانيًا فعليًا بالمال والسلاح من أجل تحقيق الفلسطينيين لحقوقِهم وإقامة دولتهم، بل بالعكس ما نراه ونشاهده وبالصوتِ والصورةِ دعم إيراني متواصل لإبقاء الانشقاقات الداخلية الفلسطينية متأججةً ولضمان عدم اتفاق الفلسطينيين على حكومة وحدةٍ وطنيةٍ واحدةٍ. أما ما يميل إليه بعضُ إخوتِنا من أبناء العروبة مؤمنين بدعم إيران فليس له من تفسيرٍ بعد كل هذه الحقائق سوى أنه الجَهْلُ وسَذاجةُ التفكيرِ.