اتجهت أنظار الخبراء والمستثمرين نحو محافظة العلا بمجرد أن حظيت مؤخرًا باهتمام خاص من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بإنشاء هيئة ملكية خاصة بها تحت مسمى الهيئة الملكية للعلا كيف لا وهي تزخر بالعديد من المميزات النسبية والمقومات الاقتصادية ممتدة على ارض بمساحة اكثر من 29 ألف كلم2 تبعد من الحرم النبوي الشريف بنحو 300 كلم فهي بلد ال3 ملايين نخلة تنتج 180 ألف طن سنوياً وال 30 موقعًا تراثيًا إلى جانب المنتجات الحمضية التكونات الطبيعية ذات الطابع الجبلي الخلاب الذي يحتضن بين سهوله ووديانه العديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى قوم صالح التي رسمت طابعا هندسيا معجزة في اجواف الصخور الشاهقه بينما رحب خبراء من اقتصاديين ومستثمرين في المنطقة بالهيئة الملكية للعلا التي تأتي وفق رؤية المملكة 2030 مثمنين ما تتمتع به الهيئات الملكية من إمكانات تنفيذية على مستوى عال ما يساهم بشكل مباشر في نقلة نوعية للمحافظة بتنوع مصادر الدخل وتوسيع قاعدة الاقتصاد السياحي والمساهمة في خلق وظائف تحتضن شباب المنطقة. حزمة الأهداف وأشارالخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله محيميد الحربي رئيس قسم التمويل في كلية إدارة الاعمال في جامعة طيبة إلى أن إنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا جاءت ضمن حزمة الاهداف الاستراتيجة لتنويع مصادر الدخل وتوسيع الاقتصادية، والقطاع السياحي الذي يعد أحد أهم القطاعات التي يعول عليها في دعم النمو الاقتصادي للمملكة وفق رؤية 2030. وقال تمثل منطقة العلا بشكل خاص أهمية بالغة في هذا المجال كونها تحظى بمقومات هائلة عبر الإرث التاريخي الكبير. مشيراً إلى أن المنطقة اشبه بمنطقة الكنوز غير المستغلة، وتابع: وعلى الرغم من تسجيل موقع الحجر (مدائن صالح) في عام 2008م كأول موقع أثري سعودي في قائمة مركز التراث العالمي في منظمة اليونسكو، إلا أنه من المتوقع أن يكون هناك الكثير من المواقع الأثرية الأخرى والتي لم تكتشف بعد.ومن الواضح أن هناك رغبة قوية في احداث نقلة كبيرة في قطاع السياحة والآثار، من خلال توسيع دائرة الاستهداف لتشمل بجانب مواقع السياحة الدينية جانب آخر مهم وهو المواقع الأثرية والتي تشكل احد أهم عوامل الجذب السياحي في كثيرمن دول العالم. غنية بالمقومات وثمن المهندس حمود عليثة الحربي رئيس الجمعية التعاونية متعددة الاغراض في المدينةالمنورة إنشاء هيئة ملكية في العلا التي تعتبر غنية بالمقومات الزراعية والسياحية المرتبطة بالآثار وقدر عدد النخيل في المحافظة بنحو 3 ملايين نخلة تنتج نحو 180 الف طن من التمور إلى جانب الحمضيات وقال: إن المحافظة من الممكن ان تحقق الاكتفاء الذاتي لمنطقة المدينةالمنورة في حال الاعتماد عليها من إنتاج الحمضيات.وقال عليثة ان الابل موروث وطني ارتبط على مدى العصور بمنطقة العلا التي يزيد عددها في المملكة عن 1.5 مليون وقد تطورت علاقة انسان الجزيرة بالابل مشيراً إلى ان المنطقة جاذبة لتكون مقرًا لنادي الابل 30 موقعًا وبدوره فقد قدر محمد العبدالواحد رئيس الجمعية التعاونية السياحية المواقع التراثية في العلا بأكثر من 30 موقعا داخل العلا وفي البلدة القديمة إلى جانب وجود متحف قديم في العلا من 1406ه يحكي تاريخ العلا بمناظير ترسم الواقع، مشيراً إلى أن المحافظة تستقطب مليون سائح سنوياً وقال إن توظيف السياحة في العلا يمكن ان يحقق مردودًا ماديًا لايقل عن 30 مليون ريال سنوياً حسب الخطط المرسومة في الجمعية وفق التعاون مع بنك التنمية الاجتماعي في دعم المشروعات السياحية والمتاحف بقروض بدون فوائد لنحو 60 مشروعا يتم دعمها بقرض لايقل عن 50 ألف ريال ولا يزيد عن 300 الف ريال التي تحقق 600 فرصة عمل مجدداً تأكيد على أن الهيئة الملكية وما تتمتع به الهيئات الملكية كما هو معهود عنها قد تحقق ما يصبو إليه أهالي المنطقة. حراك مؤقت واوضح رجل الاعمال محمد عودة البلادي أن إنشاء الهيئة الملكية للعلا يترتب عليه حراك مؤقت وآخر مستمر مشيراً إلى أن الحراك الموقت يتمثل في الاستعداد للبنية التحتية والبناء والتشييد ويحدث حراكا في قطاع المقاولات في ظل الركود الحالي للقطاع في حين أن الحراك المستمر يتمثل في خلق الوظائف لابناء المنطقة لحظة إطلاق العمل في الهيئة الملكية للعلا وجلب رؤوس الاموال المتوقع للمنطقة وزيادة الفرص السياحية والزراعية التي تتمتع بها المحافظة في ظل الاهتمام الحالي بها. الاقتصاد السياحي في حين فسر رجل الاعمال مجد المحمدي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمدينةالمنورة إنشاء هيئة ملكية للعلا بالخطوة المتقدمة نحو التوسع في الاقتصاد السياحي الذي يتمثل في برامج سياحية للزوار والمعتمرين لسياحة مابعد الحج والعمرة لاكتشاف العلا وخلق بيئة سياحية جاذبة ذات الطابع الذي يتناسب مع طبيعة المنطقة التي تزخر بالمواقع الاثرية في مدائن صالح التي يعد من اقدم العصور وغيرها من المواقع التي ارتبطت بالعصور القديمة كمحلب الناقة. التمور والحمضيات سمير قباني عضو مجلس استثمار منطقة المدينة يقول إن محافظة العلا اعتمد أهلها بشكل كبير على الزراعة من التمور والحمضيات لاسباب عدة من اهمها خصوبة ارضها ووفرة مياهها مشيراً إلى أن إنشاء هيئة ملكية في منطقة غنية بالمقومات الزراعية مؤشر قوي للنهوض بمستقبل الزراعة في المحافظة وتعزيز البيئة الخصبة بمقومات وبنية تحتية تحقق نقلة نوعية بخدمات متكاملة متوقع ان تعمل الهيئة على برامج زراعية مشجعة كما هو معهود عن العمل المنظم والتخطيط الاستراتيجي للهيئات الملكية واشار إلى أن المحافظة اشتهرت ولازالت بمزارع النخيل والحمضيات والخضروات والحبوب.