قال خبراء ورجال أعمال: إن الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة ملكية في محافظة العلا من شأنه صناعة سياحة واعدة لمحافظة موغلة بالقدم تتربع على كنز من التراث والإرث التاريخي الذي يضرب أطنابه في أعماق التاريخ، وأن التوقعات المبنية على القراءة الواضحة لمقومات المحافظة يؤكد أنها سترفد خزينة الوطن وتعزز اقتصاده وتقلص الاعتماد على الذهب الأسود وتوفر آلاف الوظائف لشباب المملكة من الجنسين، فضلًا عن وضع هذه المدينة في موقعها الصحيح كوجهة سياحية هامة تحتضن تراثاً عالمياً وإنسانياً هاماً، يجذب السائح والمستثمر على حد سواء. حراك تنموي وأكد الخبير الاقتصادي د. عبدالله المغلوث: أن محافظة العلا ستشهد نقلة نوعية ودفعة سريعة لتكون عاصمة للسياحة العالمية وأن الأعداد المليونية ستتقاطر نحوها بفضل المقومات التي تمتلكها وفي مقدمتها منطقة الحجر " مدائن صالح " التي يمكن وصفها بالمتحف المفتوح بما تضمه بين جنباتها من آثار ونقوش وأكثر من 130 مدفناً موغلة في القدم تعود لما قبل الميلاد، بالإضافة لقصور الفريد والبنت والعجوز ومنطقة الخريبة والمحلب، وما توالى عليها من آثار إسلامية عريقة من قلاع وحصون ومحطة سكة الحديد، ولا ننسى الجانب الزراعي الذي اشتهرت به لخصوبة أرضها ووفرة مياهها حيث عرفت بزراعة الحمضيات والحبوب بأنوعها. وأضاف: المتتبع لتاريخ الجبيل وينبع والتطور الجذري لهما يعرف جيداً ما سيسهم به إنشاء هيئة ملكية في هذه المحافظة الهامة وذلك من حيث الاستقلالية المالية والإدارية لحراك تدار عجلته من قبل مجلس يرتبط بالقيادة مباشرة حتى تكون السياسات أكثر وضوحاً ومتابعتها بدقة أكبر، ولإنشاء صناعة سياحية واعدة تشجع الاستثمار وتوسع نطاقه لتصل بتلك المدينة إلى مصاف المدن العلمية، وحتى تؤمّن آلاف الوظائف للشباب وتقلص حجم البطالة وتكون مورداً مالياً يدعم خزينة الدولة وتنمية الوطن ككل وهذا ما تؤكده الرؤية الحكيمة لصانع الاقتصاد الحديث ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- . قرار حكيم من جهته أكد نائب رئيس الغرفة التجارية بالمدينةالمنورة خالد الدقل: أن اختيار العلا جاء لعدة اعتبارات تخطيطية وإستراتيجية أبرزها الثروة التراثية والتاريخية والموقع المميز وقدرة هذه المحافظة على جذب استثمارات مهولة تقوم على صناعة السياحة لتكون منافساً أقوى لمناطق قريبة شهدت جذباً للسياح كالبتراء. وأضاف: هذا القرار الحكيم خطوة محفزة لتطوير السياحة الداخلية وإبراز العمق التاريخي لبلادنا، لاسيما وأن مدائن صالح هي أول موقع انضم إلى قائمة التراث العالمي، مؤكداً: أن الدعم المستمر من القيادة وهذه اللفتة الهامة لجزء عزيز من بلادنا يتميز بموقع جغرافي هام، ويتكئ على إرث تاريخي مهول بالإضافة للاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي كل ذلك سيصنع من هذه المحافظة قبلة للسياحة وعاصمة عالمية لها. نقلة نوعية وأكد رجل الأعمال والمستثمر في المحافظة فهد بن عليان المغير: أن اختيار مدينة العلا لإنشاء هيئة ملكية اختيار موفق ومتزامن مع الروزنامة السياحية وتوجه الدولة لتنويع مصادر الدخل وفقاً لرؤية المملكة 2030 وتعزيزاً لتوجهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، والذي يولي المحافظة اهتماماً خاصاً باعتبارها من أهم المناطق السياحية على المستوى المحلي والعالمي خاصة مع اختيار المدينةالمنورة عاصمة للسياحة الإسلامية 2017م، وما تشهده من إقامة أكثر من 45 فعالية والتي تلقى دعماً ومساندة من قبل هيئة السياحة والتراث الوطني من خلال البرامج السياحية التي تم إطلاقها من خلال برامج الحج والعمرة والباص السياحي والسياحة الزراعية والتراثية والآثار والتي تمثل نقلة نوعية لاحتراف صناعة السياحة. وأضاف: الرهان على الجدوى الاقتصادية للمحافظة موفق، والأيام القادمة كفيلة بوضعها في مكانها الصحيح على خارطة الاستثمار المحلي والدولي، وتحولها إلى وجهة تجذب ملايين الزوار على مدار العام. توظيف التاريخ سياحياً يخدم رؤية 2030