آسرة فكرة الاتفاق على الاختلاف! واحترام انغلاق الفكر أمام الفكر المضاد مع بقاء الاحترام والود وعدم حشدِ جيوش العداء في طرق التواصل والعلاقات الإنسانية الطبيعية والتلقائية، هنيئًا لمن يعي منطقية الاختلاف. في فكر الانغلاق إن لم تكن معي فأنت ضدي، لا قبول للآخر ولا بقاء لمن يخالف اعتقادي، تلك هي الفكرة التي تنصُّ على أن الصراع هو أساسُ الاستمرار، فكرٌ لا يليقُ بالإنسانية والتعايش الطبيعي والحكمةِ العظيمة التي خلق الله بها الخلق مختلفين في اللون واللغة والعادات وحتى الأديان ليتم التعارفُ والتعايشُ والتآلف، بعضُ الاختلافات لا يمكن تقبلها لأنها بالأساس لا تشبه أصحابها! بمعنى أن رفضنا لها ليس لأنها لم ترُقْنا أو لأننا لا ننسجم معها أبدًا، بل لأنها لا تتناسب لا طرديًا ولا عكسيًا مع أشخاص كان أول ما لفتَ نظر إحساسنا إليهم، كونهم مختلفين فكرًا وحسًا ولغةً وحتى عبثًا عن السواد الأعظم الذي يحيطُ بنا! ينبغي أن نقدس ما يميزنا، أن نرعى اختلافنا وتفردنا بعناية لنضمن لذّة خياراتنا التي نصنعها نحن فقط، دهشتها، عمقها، وجنونها كونها حدثت بتلقائية وصدق دون نوايا مخبأة أو أهداف مؤقتة! اللذة في كونها حدثت ضمن مسار كوني خاص بنا، يفرض علينا أن ننقي مساراتنا من أي تعقيدات شائكة تجعله مسارًا أرضيًا تتعثرُ فيه خطى العامة! المتعة إن لم تكن فارهة لا حاجةَ لمثلنا بها!