· ( جيزاني) مارأيكم في هذه البداية التي يستخدمها بعض الغارقين في الجاهلية والقبلية وهي تعني لجازان وأهلها الطيبين الكثير كما تعني لي الفخر حيث انتمي لمنطقة جازان وإن كنت فرساني اتغنى بفرسانيتي إلا أن كلنا يرجع في الأخير ( لجازان الأم) وجازان التاريخ وجازان التي تعرفها اللغة ويحبها الفكر وتعشقها الصحافة ويودها الإعلام ثم كلنا نرجع لهذا الوطن الكبير الذي نعشقه . وكلكم يعرفون أن أبناء جازان هم من حركوا في المياه الراكدة الحياة وهم الذين كتبوا مكانتهم ووقعوها بكلمة (جازاني) نسبة للأرض التي صنعت منهم رجالا عقولهم تتقن الفصحى وتلبس المداد ولأن ما يهمني اليوم هو أنني افرح حين يناديني القاصي والداني ب ( يا جازاني ) وسيجدني أجيبه ( ياوه سيد عيني) هكذا سوف يجدني صوتا غارقا في ثنايا الماضي يحيا الحاضر وفي جسده إنسانه بكل تفاصيله التي خلعت هموم العمر وعلقت أحلامها فوق ناصية البياض وتدربت على أن تحيا بعيدا عن البذاءة كما اعتادت أن تنادي الرجال بأسمائها وكرهت كل الحمقى ونبذت الصفاقة وكل الذين يحاولون تشويه الآخرين بجنون البلاهة التي نسيت أن جازان الأرض التي اعتادت أن ترسم النبوغ وتصنع الأسئلة الكبيرة وتصوغ العبارات بمهارة وتنحت الصورة المذهلة وتغلفها بالمسك والياسمين لتكون جازان المكان الذي تبنانا بعناية وعلمنا كيف نحيا بكرامة وكيف نقدم أنفسنا بأدب يستحيل أن يقدر على ممارسته فاعل مرفوع اعتاد على ان يندس تحت شراشف الليل ونسي أن جازان الأرض التي أنجبت كبارا وصنعت شعرا وفكرا وحضارة فأصبحت حكايتها جازان الأرض والحب والود والإنسانية ....،،، · ( يا جيزاني) حين اسمعها ارقص وكلي يعشق الكلمة وكيف لا وجازان المكان الذي علمني كيف انمو في خضم هذا اليوم لأكون في عيون الكون شمسا مشرقة وقمرا منيرا وهمسة موج تنفث الطهارة على الشط الذي كتب فوق جبيني (جازاني ) ومن ثم زفني والدعاء خلفي ووصاني بأن اكون البار بالوطن والوفي لجازان والعاشق للأبد ومن ثم وصاني بقوله إياك ان تقول للناس عن ذاتك ايا كانت مكانتك واصنع من تمر يديك اسمك ومستقبلك وعرسك وقبلني بحب وقبل ان امضي همس في أذني لأغادر وفي ذهني ماقاله لي وهي كلمة ( جازاني) فمضيت على عجل وفي يدي حبي وانتمائي وقليل من المال إلا انني كنت في كل خطوة امضي واتذكر انني فرساني جئت من جازان التي علمتني ان اكون فتى يحترم الحياة ويقدر كل الأحياء بلا تمييز فربما تتلاشى رواسب الماضي المعبأ بالحكايات البائدة في زمن يبدأ بالركض وكانت الصدمة التي ايقظتني من سباتي وما نسيت انني جازاني ليذكرني بها من سمعها من فم ينطق مفرداتٍ لنفسية مريضة فقالها بغباء وهو يظنها شتيمة (هذا الجازاني ) ونسي ان جازان هي حياتي وجنتي وجنوني ..،،، · (خاتمة الهمزة) ...( جيزاني )انتمي لجازان الأرض التي أنجبت انبل الرجال وعطرت الكون بأنفس القصائد وقدمت للعالم إرثا من الوسامة الملفوفة بورق الموز والنعناع فقامت في الحاضر جازان الفكر والشموخ تحمل ماضيها وشاحا وما لبثت ان ترقص وتغني من اهازيج البحارة موالا طريا لحناجر احترفت الغناء الشعبي هذه خاتمتي ودمتم .