رغم التحذيرات المتكررة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمنع العمل المكشوف تحت أشعة الشمس من الساعة الثانية عشرة ظهرًا وحتى الساعة الثالثة مساءً في الفترة من 15 يونيو وحتى 15 سبتمبر من كل عام، إلا أن بعض المؤسسات الخاصة بأعمال البناء وغيرها لم تتقيد بتلك التحذيرات، ولا تزال تطلق عمالتها دون مبالاة بتلك التعليمات. «المدينة» قامت بجولة على أحياء مختلفة في مدينة جدة بالأمس في فترة الحظر، ورصدت عددًا من العمال في مختلف المهن يمارسون أعمالهم تحت أشعة الشمس المكشوفة، وتبيَّن عدم علم بعضهم بتحذيرات وزارة العمل، ولا يكاد يصدِّق وجود قرار بذلك، فيما العالمون منهم بالقرار أبدوا رغبتهم الشخصية باستمرار العمل في تلك الأجواء الملتهبة لإنجاز أعمالهم الأمر الذي يطرح استفهامًا حول مدى إمكانية إلزام تلك المنشآت بعدم العمل في فترة الحظر. وفي حي الورود كان إبراهيم بشير- وهو عامل كهربائي- يقوم بعمل تمديدات كهربائية في إحدى البنايات تحت الإنشاء وكانت عقارب الساعة تشير نحو الواحدة والربع ظهرًا، فيما العرق ينحدر من جبينه، عند مشاهدته عدسة (المدينة) توقف قليلًا، اقتربنا منه، وبسؤاله: قال «أعلم أنه يمنع العمل الآن، ولكن يجب عليّ أن أنجز أعمالي حتى لا أتأخر في تسليمها في الوقت المحدد، والذي لم يتبقَ منه سوى بضعة أيام، وإلا سيتم خصم أجرتي من قبل صاحب المبنى». وبجوار ذات الموقع شدّنا منظر العامل طه محمد -وهو عامل نجارة- يقوم بأخذ المقاسات الهندسية لأحد البنايات فيما يتفادى أشعة الشمس المباشرة بشكل بدائي، وذلك بلفّ رأسه بعمامة وقليلًا من الماء البارد في قارورة بلاستيكية ينضح بها وجهه حين يتصبب عرقًا. وبسؤاله لماذا يعمل في تلك الساعة، والتي كانت عقاربها تشير إلى الثانية ظهرًا، أجاب: بأنه لا يعلم عن قرار منع العمل في تلك الفترة، حيث يطلب منه المسؤول في المؤسسة التي يعمل بها بضرورة استغلال فترة النهار لإنجاز أكبر قدر ممكن من العمل، ولا يسمح لهم بالجلوس سوى وقت صلاة الظهر وتناول الغداء الذي يكون في الساعة الثالثة عصرًا، مشيرًا إلى أنه يتمنى تفعيل القرار ويكفل للعامل حقه في حين الإبلاغ عن المخالفة في الجهة التي يعمل بها». وفي شرق الخط السريع وبينما كانت الشمس في كبد السماء لفت نظرنا قيام 6 عمال آسيويين بتحميل وتنزيل السيراميك، وذلك من خلال المعدات المخصصة لذلك، وعند اقترابنا منهم لسؤالهم عن مدى علمهم بوجود قرار حظر العمل في هذا الوقت، أجاب أحدهم نعم، فيما الآخرون أجابوا بالنفي، مؤكدين أن مشرف العمال أمرهم بضرورة إدخال السيراميك للمستودعات، في هذا الوقت. «حقوق الإنسان»:رفع محاضر رسمية بالتجاوزات ل«العمل» أوضح مدير فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمدينة جدة صالح بن سرحان الغامدي، أنه لا يحق لصاحب العمل إجبار العامل على العمل في فترة الظهيرة في هذه الأوقات، ويجب عليه التقيد بتعليمات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وله أن يستكمل فترة العمل والمقررة 8 ساعات يوميًّا، وذلك بعد الساعة الثالثة. وأضاف سرحان:»إن الجمعية ستستقبل أي حالة تردها في هذا الشأن، موضحًا إجراءات التعامل معها بقوله: «يتم إعداد المحاضر الرسمية بالحالة وذلك بعد التثبت منها، ومن ثم التواصل مع صاحب العمل، وإذا لم يستجب يتم الرفع إلى الجهة المختصة وهي وزارة العمل». وأشار سرحان إلى أن وجود بعض العمالة التي تعمل لحسابها الخاص، ومثل هؤلاء لديهم الرغبة الشخصية لذلك، والحل من وجهة نظري هو تكثيف توعيتهم لما في ذلك من أضرار على صحتهم في المقام الأول». «العمل»: رصد 16 مخالفة بجدة خلال يومين كشف مصدر مسؤول بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية عن رصد فرع الوزارة بمدينة جدة خلال اليومين الماضيين من خلال الفرق التفتيشية أكثر من 16 مخالفة لقرار حظر العمل في فترة الظهيرة.وذكر المصدر أن الفرق التفتيشية رصدت تلك المخالفات في مواقع مختلفة من أحياء جدة أبرزها البوادي والنزهة والسلامة والنعيم والمحمدية، وشملت تلك الجولات رصد ما يزيد عن 80 عاملًا كانوا يعملون في الفترة الواقعة بين الثانية عشر ظهرًا وحتى الثالثة عصرًا،وتم اتخاذ الإجراءات النظامية تجاههم.