أكَّد الشيخ جابر البشري القاضي بالمحكمة العامَّة بتبوك إمام جامع الوالدين، أنَّه تمَّ إنشاء مخيم إفطار للصائمين في ساحات الجامع خلال شهر رمضان المبارك، يتَّسع لأكثر من 350 صائمًا، يقدم خلاله أكثر من 12 ألف وجبة. وأفاد بأنَّ الجامع ينظم العديد من البرامج الدعويَّة والتربويَّة والعلميَّة التي تخدم جموع المصلين والمصلِّيات، منها برنامج «وقفات مع آيات» الذي يقدم يوميًّا بعد صلاة التراويح مباشرةً، وبرنامج شرح كتاب الصيام والزكاة. يشار إلى أن «جامع الوالدين» في منطقة تبوك يشهد إقبالاً كبيرًا من المصلِّين خلال شهر رمضان، خاصة من الذين يفدون إلى المملكة من منفذ حالة عمَّار في طريقهم إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة، أو إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما يوفره الجامع من أجواء روحانيَّة فريدة من نوعها صنعتها إبداعات الطراز المعماري المتميِّز بها عن بقية مساجد تبوك، ليكون من المعالم الحضاريَّة للمنطقة. ويمتاز «جامع الوالدين» الذي تمَّ بناؤه في 22 من شهر جمادى الأولى عام 1433ه على نفقة الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، برًّا بوالديه الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، والأميرة منيرة بنت عبدالعزيز بن مساعد -رحمهما الله- بمآذنه الست المرتفعة عن الأرض بنحو 46 مترًا، وقبته الرئيسة التي يصل قطرها إلى 25 مترًا. استوحيت تفاصيل الجامع من رؤية جديدة في عمارة المساجد، تمثلت في طرح تصميم جديد لشكل الجامع دون المساس بالقواعد والأصول الإسلاميَّة له، ليكون إضافة معماريَّة جديدة للمنطقة. وجاء تصميم الجامع انسيابيًّا لاستيعاب أكبر عددٍ ممكن من المصلِّين في الصفوف الأماميَّة يصغر معها العدد كلَّما اتَّجه إلى الخلف، محققًا كثيرًا من المرونة في دخول وخروج المصلِّين في أوقات الذروة، حيث يتَّسع الجامع لأكثر من 15 ألف مصلٍّ داخل أروقته وخارجها، خصص منها قسم للنساء يتَّسع لثلاثة آلاف مصلِّية. ويقع جامع الوالدين على مساحة إجماليَّة تصل إلى 125 ألف متر مربع، تحيط به ساحات خارجيَّة مكسوَّة بالمسطحات الخضراء، تُقدَّر مساحتها بأكثر من 30 ألف متر مربع، إضافة إلى 300 نخلة، وأكثر من 1500 شجرة متنوعة، كما صُمِّمت مواقف السيارات لتتسع لأكثر من خمسة آلاف سيَّارة، مع وجود مصعد كهربائي، ومبنى خاص لسكن الإمام والمؤذِّن مساحته 1300 متر مربع. وروعي في تصميم جامع الوالدين متطلبات واحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث جهز بشاشات عرض حديثة تتيح لرواد الجامع من هذه الفئة، الاستفادة من المحاضرات والدروس والندوات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، كما يضم الجامع مكتبتين علميتين إحداهما للرجال، والأخرى للنساء، وغرفة خدمات لإدارة أنشطة الجامع. وجهز الجامع بالسجاد الفاخر، وزوّد بأكثر من سبعة آلاف نسخة من القرآن الكريم، فضلاً عن توفير العديد من الكراسي لجلوس كبار السن، والعديد من الخدمات التي توفر الراحة للمصلين.